إن حادث الهجرة النبوية من أروع الأحداث الشاهقة في تاريخ الإسلام.. فقد انتصرت به أمة وتواكبت علي مساره أجيال وبدأ منه التاريخ,حيث أرخ المسلمون بالهجرة وتكونت به الدولة الإسلامية الجديدة. وانطلقت من المدينةالمنورة كتائب الحق والإيمان ظافرة منتصرة داعية إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة وناشرة الدعوة العالمية الخاتمة التي أكمل الله بها الدين وأتم النعمة, وكانت الهجرة بداية الانتصارات والفتوحات التي تتابعت بعد ذلك. ولكن متي تم وضع التاريخ الهجري؟ كتب أبو موسي الأشعري إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه يأتينا منك كتبا ليس لها تاريخ فجمع عمر رضي الله عنه الناس فقال بعضهم{ أرخ بالمبعث وقال بعضهم أرخ بالهجرة فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها} وابتدأ التاريخ منها بالمحرم لأنه الشهر الذي ابتدأ فيه العزم والتصميم علي الهجرة بعد البيعة وذلك في المحرم وأخذ الآراء, حتي قيل إن البعض أشار إلي أن يكتب بتاريخ الروم فقيل: إن الروم يطول تاريخهم يكتبون من ذي القرنين وأشار البعض بتاريخ فارس فقيل: إن فارس كلما قام ملك طبع من كان قبله.. فاجتمع الرأي أن يؤرخ بالهجرة وأن يبدأ التاريخ بالمحرم. ولقد كان من أهم الدروس التربوية الفدائية والتضحية التي قام بها أعظم نفر مثلوا أروع نماذج المجتمع الإسلامي في جهاده وفدائه وهؤلاء هم: أبو بكر الصديق رضي الله عنه, وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه, الذي ضرب مثلا بشبابه ظل أسوة علي مر العصور لجميع الشباب, وأسماء بنت أبي بكر التي أدت واجب التضحية علي أعظم مايكون, وعبدالله بن أبي بكر الذي قام بدور الاستطلاع فجمع أخبار الأعداء في أشرف قصد وأسمي غاية لله ولرسوله, وعامر بن فهيرة مولي أبي بكر الذي مثل الجندية الإسلامية في أسمي معانيها وأدق صورها حيث قام بتوفير الأمان فرعي غنم الصديق ليروح إلي الغار في الليل ليأخذوا حاجتهم منها وليعف بالغنم آثار المشي إلي الغار فيضل عنهم الأعداء. ومن العادات المصرية التي ارتبطت بهذه المناسبة أن النساء كن يشترين اللبن في هذا اليوم حتي تكون السنة بيضاء لا شر فيها. وكانت هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم عام622 م حيث خرج من مكة الي يثرب( المدينةالمنورة).