كشفت مصادر مطلعة في المعارضة السورية النقاب عن أسرار الساعات الأخيرة من المفاوضات والنقاشات الماراثونية التي جرت بين أقطابها في الدوحة, قبل التوصل الي توقيع الاتفاق علي تشكيل جسم سياسي موحد لها,تحت مسمي الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية,وهو الاتفاق الذي وصف بأنه تاريخي. وقالت المصادر ل الأهرام انه تم فرض مايشبه الاقامة الجبرية علي أقطاب المعارضة,حيث قال لهم منظمو المؤتمر القطريون: لن تغادروا قبل التوقيع, وتم ممارسة ضغط هائل,حتي نجح المعارضون في النهاية في التوصل الي توقيع الاتفاق. وعلمت الأهرام أن المناقشات استمرت مساء يوم السبت الماضي داخل قاعة مغلقة, حتي ما قبل فجر الأحد.وأن ممثلين عن الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية الداعمة والامارات,فضلا عن القطريين بالطبع, كانوا يتابعون الاجتماعات في الدوحة عن قرب,حتي تم توقيع الاتفاق مساء الأحد. وتساءلت مصادر المعارضة السورية عن سبب عدم وجود ممثل لمصر لمتابعة الاجتماعات. لكن لا تزال هناك- كما تقول المصادر حالة من الشك فيما اذا كانت القوي الغربية الداعمة للاتفاق سوف تفي بوعودها بتقديم أسلحة نوعية متطورة للجيش السوري الحر المعارض لمواجهة القوات النظامية,خاصة أنه لا توجد ضمانات قاطعة تؤكد حدوث ذلك.وقال أحد المصادر انه لا يتوقع أن يتم تقديم الأسلحة بالفعل للجيش الحر,مؤكدا انه اذا لم يحدث ذلك فإن الاتفاق الجديد سيتعرض للفشل.وأوضح أن توقيع الاتفاق جاء ليسقط حجة الغرب في عدم تسليح المعارضة بأنها غير موحدة. وكشفت المصادر أن أحد أبرز نقاط الخلاف التي شهدتها الاجتماعات,بين المجلس الوطني برئاسة جورج صبرة وهيئة المبادرة برئاسة رياض سيف,هي مسألة تسليح المعارضة السورية,حيث أصر المجلس الوطني علي وجود ضمانات محددة- في حالة انضمامه للاتفاق- لحصول الجيش الحر علي الأسلحة المتطورة من الغرب,خاصة أن المجلس سبق أن تلقي وعودا كثيرة بذلك من الدول الغربية,لكنها لم تنفذ. وفي المقابل أكد رياض سيف حصوله علي وعود وتأكيدات من الدول الداعمة,بأنه في حالة توحيد المعارضة وتشكيل حكومة مؤقتة علي الأرض في المناطق المحررة داخل سوريا,فإنه سوف يتم الاعتراف بهذه الحكومة فورا,ودعمها بمختلف الصور الممكنة.