شعر: حسن طلب: (إلي روح السندباد المصري: حسين فوزي) ويلي من اللوبان.. طول الليل أنظر في المظان. أظل أبحث في النهار عن الذي يروي صدي العطشان.. لكن لم تبلل قطرة شفتي! وأسأل عن متيمتي سؤال الواله الأسيان.. يا باسم المهيمن.. قلت والعاطي الكريم الواجد المنان.. أين الآن من عيني سحر لطائف الطيف الذي: ما بان حتي بان! في أي البلاد تري سألقي وجه من أحببت؟ كم فتشت بين المسلمات عن اللواتي قيل: قد يشبهنها ونظرت في حران بين الصابئات المصبيات وإنما: شتان! بين حسان بغدان اللدان.. وبين غيد الغوطة المتبرجات وبين بيضاوات تبريز النحاف.. وأصفهان وإنما شتان! بين إماء مكة.. ثم بين ظباء يثرب ساحرات عمان حوريات مملكة الهوي في قصر غمدان اضطجعن علي الأسرة! بين معشوقات عذرة.. من ذهبن بعقل قيس وقبله: نفس ابن عجلان! الرعابيب اللواتي كن قد ألهمن غيلان الرباب.. سعاد.. ليلي.. هند.. مية.. هن ربات الجمال.. شقائق النعمان هن.. وإنما شتان! بين عرائس الحي الأوانس بين سمراوات غزلان الجنوب: حرائر الحبشان حين أخذن زينتهن وهنا إنما شتان.. شتان! انتبهت وفوق ظهري لا تزال حقيبة الأشجان فاجتمعت علي مع القنوط حفيظة الحردان! قلت أطوف بالدنيا وراء خيال سيدتي وأحمل وزر موجدتي علي الأكتاف أطرق باب أهل الفقه بين الطارقين وأطلب الفتيا من الأحناف أو من عترة البيت الهداة: الحوزة العليا وأجلس عند أقدام الثقاة السادة الأشراف أقطاب الطريقة.. هؤلاء العارفين بمن علي عهد الهوي سيموت أو يحيا من الألاف! هم من يستظل بنورهم ويعاش في الأكناف كم شرقت.. كم غربت كي أحظي برؤية من أحب فلم أدع حبرا من العلماء والشيخان صادفت المداهن والمداور والمتاجر بالعقيدة والمجاهر بالحقيقة.. واختلفت إلي كبار مترجمي السوريان قلت عساي أدرك سرها وقطعت ما بين الرها والقيروان! فلم أزل حتي ظفرت بما روي لي عن رهين المحبسين المحبسان! وبالذي أوحاه فصل العقل من باب الكلام فصرت لم أومن بما نقل الإمام عن الإمام! سمعت من حفظوا علوم الأولين ومن رووا سير الرجال الصالحين.. فأنبأوا ومن استعانوا بالقلوب علي الغيوب فأنبأوا.. وتنبأوا وأخذت عمن كلما قرأوا الكتاب تأولوا دع عنك من لم يعقلوا! ودع الذين تبرأوا غلبت غمامات الظنون أمامهم شمس اليقين.. فأرجأوا! يا كم سمعت وكم رأيت.. فلم أزل حتي استقمت علي هدي مولاي: محيي الدين من بايعته بالروح خالصة علي دين المحبين المحب الحق- قال- يظل في خطر علي سفر فإن تصبر علي اللأواء فاذهب في طريق الباء.. بعد الحاء حتي تستبين الروضة الغلباء في الغلان! في التو اعتجرت- علي الوني- بعمامتي وزجرت راحلتي إلي( البخلاء) و(الأعيان) كم فتشت في وفياتهم ونكشت ما طالعت من حيواتهم حتي اكتشفت لطيفة من سر هذا الطيف في( حي بن يقظان)! اكتشفت لطيفة أخري تسر العقل في( فصل المقال) و(شرح ما بعد الطبيعة) واستشرت( دلالة الحيران).. قلت.. وقد وقعت علي الذريعة: كم أضاع وضاع من في المحدثين انصاع للتوليف ما بين التفلسف.. والشريعة! والتفت إلي الوراء.. قصدت إخوان الصفاء.. فقلت: دلوني عليها معشر الخلان.. قالوا: نحن ليس بوسعنا إظهار ما من شأنه الإبطان! قلت: فلو أراها لمحة بالطرف! قالوا: فهي لم تظهر لنا إلا ببرقعها وقد شد الشبامان! انصرف من حيث جئت.. ولا تعاود أيها الهجفان! قلت: لو استمعت لصوتها فعلمت كيف تقول ما ستقول! قالوا: إنها يا أيها السهوان.. ما كانت لتفصح بالعبارة إنما توحي وتلمح بالإشارة! وهي إن نطقت فبالرمز المضيء بذاته في ذاته أو عبرت.. فبالاستعارة! سرها المكنون يخفي كلما ظن استبان!