محطة الضبعة النووية مازال مصيرها معلقا في انتظار إشارة البدء لتنفيذ المشروع, الذي يستهدف في الأساس القضاء علي النقص الرهيب في الطاقة الكهربائية, وتوفير ما يلزم لدفع عجلة التنمية. الأهالي متخوفون من الآثار البيئية والإشعاعية للمحطة, ويطلبون نقلها إلي مسافة آمنة بعيدا عن الكتلة السكنية, والخبراء من جانبهم منقسمون حول هذه الآثار بحيث أصبح من الصعوبة الوقوف علي حقيقة الآثار المنتظرة للمحطة التي أثارت الجدل فترة زمنية طويلة. العديد من خبراء الطاقة النووية وعلي رأسهم الدكتور محمد ابراهيم الرئيس السابق لهيئة الأمان النووي نفوا تماما أن يكون لمحطة الضبعة أي آثار سلبية من إنشائها وتشغيلها نظرا للضوابط العلمية والتكنولوجية التي تحكم هذا الأمر, مشددين علي ضرورة التوسع في إنشاء المحطات النووية للقضاء علي مجاعة الطاقة في مصر, ولارتفاع أسعار الوقود الأحفوري البترول والغاز اللازم لتشغيل المحطات التقليدية للكهرباء فضلا عن ندرته. وعلي الجانب الآخر يقول الدكتور السيد القلا أستاذ الطبيعة الإشعاعية والوقاية من الإشعاعات بجامعة الأزهر: في حالة إقامة محطة نووية مكونة من أربعة مفاعلات او مفاعل واحد بطاقة الف ميجا وات بمنطقة الضبعة فسوف يتولد عن تشغيل المفاعل الواحد في العام الواحد وقود مستنفذ( نفايات مشعة) يقدر بنحو27 طنا تحوي نواتج الانشطار النووي لليورانيوم من النظائر المشعة الخطيرة جدا التي يستمر نشاطها الاشعاعي آلاف السنين وبعضها ذو قيمة عالية جدا من الاشعاعية من اهمها البلوتونيوم239 والبلوتونيوم.240 وتكمن الخطورة الشديدة في ان البلوتونيوم يستخدم في انتاج القنابل القذرة وانه يكفي ان نعلم ان القنبلة النووية التي القيت علي نجازاكي في الحرب العالمية الثانية كانت تحوي اقل من8 كليو جرامات عن البلوتونيوم. ومما تقدم يتبين انه سوف ينتج من تشغيل المحطة النووية كمية من النفايات النووية. ويجب حفظها النفايات عالية الاشعاع داخل تجويف تحت سطح الارض بعمق من نصف الي واحد كيلو متر بمنطقة جيولوجية معدنية مستقرة عن طريق حفر أنفاق طويلة واقامة حجرات ومنشآت تحت سطح الأرض عند هذا العمق لهذا الغرض. وهذا المكان الجيولوجي المعدني المستقر الذي يجب أن يكون قريبا من الموقع غير موجود بمنطقة الضبعة, هذا بخلاف الصعوبات العديدة والتكاليف المالية الباهظة والاحتياطيات الأمنية المشددة لاقامة احواض مائية فوق سطح الارض لحفظ النفايات الضغيفة والمتوسطة الإشعاعية. وكان يجب علي هيئة المحطات النووية اصدار دليل تحليل الاثر البيئي بعد الاخذ في الاعتبار نتائج المناقشات في جلسات علنية تضم المتخصصين والمهتمين بالبيئة المحيطة بالموقع حتي يمكن ايضاح كيف ستتم معالجة وتخزين النفايات بالموقع او قريبا منه.