كشفت مصادر سياسية رسمية في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو النقاب عن أن الرئيس الأمريكي أوباما ينوي الدعوة إلي عقد مؤتمر دولي للسلام إذا لم يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من إحراز أي تقدم ملموس في عملية السلام حتي شهر أكتوبر المقبل. وأشارت المصادر, في تصريحات نقلتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الصادرة أمس إلي أن المؤتمر المزمع عقده في حالة فشل المفاوضات السلمية وعدم التوصل إلي أي اتفاق حتي شهر أكتوبر سوف يشارك فيه الاتحاد الأوروبي, ولجنة من الأممالمتحدة وروسيا بهدف إيجاد جبهة دولية موحدة تدعم إقامة دولة فلسطينية. وأكدت المصادر أن أوباما يعقد العزم علي إقامة الدولة الفلسطينية, وأنه يحظي بتأييد العديد من القادة الأوروبيين الذين كانوا قد تعهدوا بدعم أي خطة لإحلال السلام قد تطرحها الإدارة الأمريكية. يأتي هذا في الوقت الذي صرح فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه تلقي تعهدا أمريكيا بوقف أي نشاطات استيطانية استفزازية من قبل إسرائيل, مما يمهد لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة. وأضاف أنه في حال التأكد من مصداقية التعهدات الأمريكية فإن المفاوضات ستبدأ فورا, وأضاف أن المفاوضات غير المباشرة ستتناول جميع قضايا التسوية الدائمة, وأكد أبومازن مجددا أنه يعارض إقامة الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة, مشيرا إلي أن الفلسطينيين معنيون بإعلان دولتهم في إطار اتفاق دولي. وسيطالب الرئيس عباس بآليات جديدة لتفعيل مبادرة السلام العربية, وأنه سيعتبر أن الإدانات الأمريكية والدولية أصبحت غير كافية ولابد من إجراءات واضحة ومحددة تعالج الموقف الخطير القائم. وستؤكد الورقة, التي سيقدمها عباس إلي لجنة مبادرة السلام العربية التي تعقد اليوم بالقاهرة, استهتار إسرائيل بالجهود التي تبذل حاليا لاستئناف مفاوضات غير مباشرة, وانعدام وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لدي الحكومة الإسرائيلية لتحقيق التسوية المطلوبة, وعدم جدوي الدخول معها في مفاوضات, وأن استمرار الموقف الإسرائيلي المتعنت الذي أسقط تفاهمات أنابوليس وجعلها غير ذات جدوي يحتم علي الأطراف الدولية اتخاذ مواقف أكثر جدية إزاء عملية السلام وممارسة أقصي الضغوط علي إسرائيل حتي تلتزم بالإطار العام للعملية السلمية. وفي غضون ذلك أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حتمية التوصل إلي سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط, كما جددت التزام إدارة الرئيس باراك أوباما بالعمل علي تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب وإقامة دولة فلسطينية مستقلة, وقالت كلينتون, في كلمة لها أمام اللجنة الأمريكية اليهودية: إنه دون تحقيق السلام الشامل فإن الشرق الأوسط لن يرتقي إلي تعليماته, كما أن إسرائيل لن تكون آمنة بشكل حقيقي علي الاطلاق. ودعت كلينتون الدول العربية إلي الاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها, غير أنها أقرت في الوقت نفسه بأن ذلك لن يتحقق دون أداء إسرائيل لدورها عبر احترام التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني ووقف النشاط الاستيطاني والتصدي للاحتياجات الإنسانية في غزة, ودعم جهود بناء المؤسسات في السلطة الفلسطينية.