قامت معظم القنوات الأرضية والفضائية بتغطية القرعة الهيكلية لاختيار البابا الجديد, وكانت هذه التغطيات بارزة اجتذبت المشاهدين من كل الفئات وكانت أبرز تلك القنوات التي تابعت الحدث بالتليفزيون المصري القناة الثانية والفضائية المصريةوعلي النهار وصدي البلد وسي بي سي . وغيرها من القنوات وهو ما دعا الكثير من المشاهدين للاتصال علي الهواء مباشرة خلال اليوم لتوجيه عبارات الشكر للإعلاميين والمشاركين في نقل الحدث المهم ومنهم لميس الحديدي علي وجه التحديد لتغطيتها الشاملة. وكانت الاتصالات متنوعة وكثيرة للأخوة الأقباط الي جانب اتصالات أخري من مسلمين حيث ظهرت سعادتهم باهتمام الإعلام بهذا الحدث وتقديره بالقدر الذي يستحقه وكأن المشاهدين فوجئوا بهذا القدر من الإهتمام الذي لم يتوقعوه من الإعلام خاصة بعد الاتهامات التي طالت معظم الفضائيات في الفترة الأخير بإشعال الفتن, وقد تغيرت الصورة تماما بعد تلك التغطيات التي كان لها دور في تعميق مشاعر الوحدة الوطنية وهو الدور الذي لابد أن يقوم به الإعلام في كل الأوقات ويكونوا علي خريطته وليس في المناسبات المهمة فقط. ومن الإعلاميين الذين شاركوا في تغطية هذا الحدث المهم عزة مصطفي علي قناة صدي البلد وتقول: عشت لحظات تاريخية يتمني أن يعيشها كل إعلامي فقد شعرت بكم الوحدة الوطنية الجارف والمشاعر التي تجمع بين المسلمين والاقباط في هذه الساعات السبع التي قمت فيها بتغطية الحدث, فقد كان الشعب المصري كله في انتظار وترقب بنفس الدرجة ولا فرق بين مسلمين ومسيحيين حتي ان ضيوفي كانوا يقولون لي قبل الاختيار ليست لدينا مخاوف مسيحية بل لدينا مخاوف مصرية ولذلك فالإعلام بالفعل له دور مهم في خلق وتنمية الشعور بالوحدة الوطنية التي شعرنا بها وقت الحدث حتي انني كمسلمة شعرت بالراحة لارتياح الأخوة الأقباط باختيار البابا تواضروس الثاني, لان اطمئنانهم بوجود البابا الذي اختاروه سيؤدي لاختفاء الصراعات والخلافات ونبذ الطائفية والتصرف بحكمة في كل الأوقات. وعن تأثير الإعلام ودوره في تعميق الوحدة الوطنية يقول د. سامي الشريف أستاذ الإعلام: من الطبيعي ان تؤدي وسائل الإعلام دورا فاعلا في توجيه الاهتمام الجماهيري لقضايا معينة والتوجيه لنشر أفكار محددة وقد كانت التغطية الإعلامية لاختيار البابا مكثفة من جانب وسائل الإعلام وعكست اهتماما جماهيريا كبيرا من جانب المسيحيين والمسلمين واستضافت ضيوفا مسلمين الي جانب الأقباط ولا شك أن مثل هذه التغطيات تؤدي لتهدئة الأجواء والخروج من مشكلات الفتنة الطائفية ومن المفروض ألا يقوم الإعلام بتغطية أي أحداث من وجهة نظر دينية وألا يكون هناك فرق بين مسلم ومسيحي وتنمية الشعور بالوحدة الوطنية في كل الأوقات والإعلام بمقدوره عمل ذلك وهو الدور الأساسي الذي يحب ان تلعبه مؤسسات الدولة وعلي رأسها وسائل الإعلام. يقول د.محمد نبيل جامع أستاذ الاجتماع بجامعة الأسكندرية: بالطبع الإعلام له دور مهم في تعميق الشعور بالوحدة الوطنية ولابد من استغلاله الاستغلال الامثل في هذا الاتجاه وأعتقد انه لو حدث ذلك ووضع الاعلام في اعتباره تلك رسالة المهمة فسنتفادي الكثير من المشكلات التي تتعلق بالفتنة الطائفية.