في تنظيم محكم ودقيق, وعلي مدي يومين كاملين, إلتقي كبار المديرين التنفيذيين في31 مؤسسة مصرية وعربية حجم رأسمالها السوقي يزيد علي88 مليار دولار, مع122 مستثمر عالمي من مختلف الجنسيات يديرون أكثر من6 ترليونات دولار حول العالم. مصر كانت صاحبة النصيب الأكبر من الاهتمام, والسؤال الأهم كان حول نية الحكومة تجاه القطاع الخاص,وهل ستستمر سياسة الملاحقات القانونية للمستثمرين الأجانب ؟ وهل هو توجه أم أنها مجرد حالات محدودة؟ وهل المستثمر المصري آمن علي نفسه وأمواله وأعماله أم لا؟ وفي غيبة أي مسئول حكومي يرد علي هذه الاستفسارات, اجتهد أبناء مصر في الدفاع عن الحكومة وعن سياساتها, والتأكيد أن المستقبل أفضل, وأنهم مطمئنون تماما علي أموالهم وأعمالهم, وأنهم يتحملون المسئولية كاملة عن ملايين من العاملين لديهم, وأنهم لن يفرطوا في عامل واحد مهما كانت الظروف. حكم منجم السكري, وتساؤلات حول الحكم المرتقب لمشروع مدينتي, والحكم المرتقب في قضية سيمكس المشترية لمصنع أسمنت أسيوط, كلها كانت أسلاك عارية علي المائدة, والرد من جانب المصريين أنه لا تدخل في أعمال القضاء, وأن القضاء المصري منصف ووطني ولن يظلم أحد, وأن أي شخص أو شركة إرتكب خطأ لابد وأن يدفع ثمنه, ولكن إذا كانت أوراقه سليمة وأدي ما عليه من التزامات لابد من إنصافه السريع للتأثير السلبي لمثل هذه الأمور علي مناخ الاستثمار, وأن الحكومة المصرية الحالية ليست طرفا في أي نزاع, وأن هذه الحالات فردية ولا تمثل توجها عاما لدي الدولة. لا عودة لمرحلة التأميمات, ولا عودة للأحكام الاستثنائية, والقانون فوق الجميع.. رسائل طمأنة, وردود دبلوماسية فتحت شهية الحوار حول إمكانية الإستثمار في السوق المصرية. البداية كانت مع كريم عوض العضو المنتدب التنفيذي في المجموعة المالية المصرية هيرمس المنظمة لهذا الملتقي الاستثماري المهم, وقال أن المجموعة إلتزمت بالرغم من الظروف الخاصة والعامة بتنظيم هذا الملتقي السنوي المهم لحشد أكبر مديرين للمحافظ الاستثمارية حول العالم, وأكبر الشركات في المنطقة العربية التي تتميز بطرح نسبة كبيرة من رأس مالها في البورصة, مؤكدا أن ملتقي هذا العام نظم أكثر من600 لقاء ثنائي وجماعي علي مدي يومين بين مديري المؤسسات المشاركة, وبين المستثمرين العالميين الراغبين في التعرف علي أنشطتهم, والفرص الإستثمارية المتاحة لديهم, وقوة أسهمهم في أسواق الأوراق المالية المقيدة بها. وقال محمد عبيد أن ملتقي العام الماضي جمع43 مؤسسة مصرية وعربية و80 مستثمرا فقط, بينما هذا العام جمع31 مؤسسة ولكن مع122 مستثمرا دوليا بما يؤكد رغبة المستثمر العالمي في التعرف علي فرص الإستثمار في المنطقة بوجه عام, وفي مصر بوجه خاص. المعروف أن المجموعة المالية المصرية هيرمس كأكبر بنك استثمار بالمنطقة تعرضت لعملية استحواذ كبيرة حصلت بموجبها كيوإنفست القطرية علي ما يقرب من60% من نسبة كبيرة من الشركات التي تملكها المجموعة التي تصل قيمتها السوقية لأكثر من8 مليارات دولار, وبالرغم من رفض كريم عوض لمصطلح إستحواذ واستبدله بمصطلح إندماج, رفض كاشف صديقي العضو المنتدب التنفيذي في المجموعة عن كيوإنفست المصطلحين واستبدلهما بكلمة دبلوماسية وهي المشاركة, وفي ذات التوقيت وفي تصريح خاص للأهرام أوضح أن إستراتيجية المجموعة المالية المصرية هيرمس التي إنفصلت إداريا في شركة مستقلة عن المجموعة المالية المصرية كشركة قابضة أن التعاون بين الكيانين قائم ومستمر وقوي إلا أنه بعد عام2013 ربما تطلب المجموعة المالية بيع حصتها المتبقية وهي40% في الشركات التي إنضمت إلي الكيان الجديد, أو ان الجانب القطري سيطلب شراء الحصة المتبقاة. ورفض الكاشف ما طرحه الأهرام من تساؤل من أن يكون الباعث وراء الصفقة سياسي في المقام الأول, وقال أن الصفقة مبنية علي هدف إقتصادي لدي كيوإنفست في التوسع في المنطقة, وأن المجموعة المالية المصرية هيرمس تحقق هذا الهدف من خلال إنتشارها في9 دول عربية. وبالرغم من هذه الإجابة الدبلوماسية إلا أنه أكد في معرض حديثه عن قطر أنها بلد قوي وطموح, ولا ندري أي نوع من الطموح ولكن ظاهر الحال يقول أن قطر تسعي إلي تأكيد نفسها وقوتها علي البعدين السياسي والاقتصادي قبل ثورات الربيع, وبأكثر قوة بعد ثورات الربيع العربي, وأن بنك قطر قام بعملية فحص ناف للجهالة للبنك الأهلي سوسيتيه جنرال بغرض شرائه, والمعروف أن هذا البنك من أكثر بنوك مجموعة سوسيتيه العالمية, توليدا للربحية وانتشارا من حيث الفروع, وأنه البنك الخاص الثاني في مصر من حيث الحجم. وعودة لمصر مع محمد منصور رجل الأعمال المصري الذي يعمل في مجموعته بشكل مباشر6 آلاف موظف, و30 ألف آخرين بشكل غير مباشر, يقول إن الهدف من المشاركة في الملتقي هو التسويق لمصر, وطمأنة المستثمر العالمي علي المستقبل مؤكدا أنه أعلن خلال20 لقاء مع مستثمرين أجانب قيام مجموعته بستة مشروعات جديدة تكلفتها الإستثمارية تجاوز العشرة مليارات جنيه, وأنه متفاءل بالمستقبل, وبالحكومة الجديدة. وقال في تصريحات خاصة للأهرام بأن الرئيس محمد مرسي أكد في أكثر من لقاء بالمستثمرين المصريين أن المستثمر الأجنبي لن يستثمر في مصر إلا إذا تأكد من قيام رجال الأعمال المصريين بالإستثمار بها أولا, وقال لهم في معرض زيارته للمملكة العربية السعودية.. كيف سنقنع المستثمر السعودي بالإستثمار في مصر إذا لم تستثمروا أنتم بها؟ وأضاف منصور عامر أن أخطر ما يواجه مناخ الإستثمار في مصر هو عدم اليقين, وأن الملاحقات للمستثمرين تزيد من حالة الضبابية في المشهد العام, مؤكدا ضرورة معاقبة المخطئ, ولكن المستثمر الجاد الملتزم لماذا لا ندعمه ونحقق له المناخ الملائم ليستمر في العمل والإنتاج؟ ومن المؤسسات التي ساهمت في الملتقي مجموعة إي ار سي المسئولة عن مشروع سهل حشيش والتي بدورها تنتظر حكم القضاء في المنازعة الخاصة بالمرحلة الثالثة من أرض المشروع الذي يقع علي32 مليون متر مربع علي البحر الأحمر وكان البنك الاهلي قد سبق لها شراؤها عام1995 من الدولة, وتم طرحها في إكتتاب عام للإستثمار ودخلت أطراف أخري وتم تقسيم المشروع علي ثلاث مراحل. وأكد ثقته في حكم القضاء المصري العادل. وقال أن الإنطباع لدي المستثمر العالمي هو رغبته في معرفة كيف تفكر الحكومة الجديدة؟ وهل ستشجع الاستثمار أم لا؟ من المنطقة العربية إلتقي الاهرام برشدي الغليني نائب مدير عام بنك فلسطين والذي شارك في الملتقي للترويج لبنك فلسطين باعتباره أكبر بنك فلسطيني يعمل في غزة, وثاني بنك بعد بنك إتش إس بي سي من حيث الحصة السوقية, رشدي الغليني ومحمد الشوا كانا يسوقان للاقتصاد الفلسطيني, بأكثر مما كانا يسوقان للبنك الذي هدفا خلال الملتقي لطرح إسمه ككيان مالي كبير في المنطقة جاهز للقيام بعمليات الواسطة المالية بين المستثمر العالمي والأسواق بالمنطقة. أيضا من المملكة العربية السعودية شارك أحمد مضيه الرئيس التنفيذي لمجموعة إبراهيم شاكر السعودية كأكبر منتج ومورد لأجهزة التكييف والاجهزة المنزلية بالمملكة وكيلا عن إل جي العالمية والذي أكد نجاح أهداف الملتقي, ونية الحكومة في الاستثمار والتواجد في العراق وسوريا في المستقبل, وأن حجم تصدير المجموعة لمصر في تزايد. ومن المؤسسات المصرية التي تم خصخصتها وخرجت من عباءة القطاع العام شركة مدينة نصر التي أكد مدير التسويق بها صلاح قطامش أن الشركة التي تمت خصخصتها عبر الطرح في بورصة الأراق المالية تعد من أهم الشركات العقارية التي تمتلك أكثر من3.5 مليون متر في كردون القاهرة, وقال أن الملتقي نجح تماما في تحقيق التواصل بين الشركة وبين أكثر من30 مستثمرا عالميا يديرون محافظ مالية مهمة بالمنطقة والذين أبدوا إهتماما بالإستثمار في مصر, وأعربوا عن قناعتهم بأن الأمور في مصر تتجه للأفضل بعد اختيار الرئيس والحكومة وقرب الانتهاء من الدستور.