أسفرت نتائج الاستطلاع الذي اجرته الاهرام عبر موقعها الالكتروني حول عودة الدوري, حيث أيد 46 % عودة الدوري, بينما اكد 47 % اخرون رفضهم استئناف الدوري قبل القصاص من قتلة شهداء مجزرة بورسعيد، في حين عبر6% عن عدم اهتمامهم بعودة الدوري وان هناك قضايا اهم, منها عودة الانتاج والعمل لرفع معدلات الاقتصاد العام وتوفير احتياجات المواطن بدلا من اهدار الدولارات علي شراء اللاعبين واشغالنا عن مشاكلنا الحقيقية وقد شغلت قضية عودة مسابقة الدوري العام لكرة القدم الرأي العام وجماهير الكرة مؤخرا, خصوصا مع رفض ألتراس الأهلي عودة النشاط الرياضي قبل القصاص من قتلة شهداء مذبحة بورسعيد.. وما بين المسيرات والوقفات الاحتجاجية للعاملين بالنشاط الرياضي ورفض الألتراس وجدت كلا من الحكومة ووزارة الداخلية انهما في مأزق كبير. وأكد نصف المشاركين في الاستطلاع تأييدهم عودة كل شيء لطبيعته الهادئة الجميلة في الحياة المصرية ومنها مسابقة الدوري لكن بضوابط اهمها الحوار مع قيادات الألتراس لتقنين انشطتهم التي يجب ان تقتصر علي الشأن الكروي داخل المدرجات, والا يعيرهم الاعلام اهمية اكثر من حقهم واستضافهم في برامجه وصفحاته وهو ما أدي الي افساد الحياة الرياضية في مصر بعد ان تخيلت فئة نفسها قوة فوق القانون تتحكم في مصير بلد بحجم مصر, كما طالبوا بالتزام وحياد الاعلام الرياضي الذي يجب ان يركز علي الايجابيات اكثر من السلبيات ولا يجعلها مادة للإثارة في الصحف والفضائيات والاذاعات واستبعاد ومعاقبة النقاد والمعلقين الذين اشعلوا الازمة لمصالح خاصة دون أي اعتبار للمصلحة الوطنية. ووصف المؤيدون لعودة الدوري ان جريمة بورسعيد مدبرة وراءها أياد خفية ماهرة معتادة الاجرام هدفها ارباك الحياة في مصر والوقيعة بين أبنائها, مطالبين بعودة الدوري حتي يثبت المصريون للعالم أنهم قادرون علي التجمع وحماية تجمعاتهم من العبث وتقديم صورة مشرفة لبلدنا بلد الأمن والأمان كما ذكرها القرآن الكريم. في سياق آخر برر الرافضون لعودة الدوري قبل القصاص من قتلة ضحايا بورسعيد بأن الرياضة تعوم علي بحر من الفساد وان عددا من الرياضيين والاعلاميين شاركوا في الاهمال والتخطيط لمذبحة بورسعيد بطريقة غير مباشرة ويطالبون بالكف عن الاستخفاف بعقول الشعب وانهم لا يريدون عودة الدوري قبل تطهير جهاز الرياضة وقبل القصاص لقتل شباب مصر واذا حدث وعاد الدوري فعليهم تحمل غضب الجماهير. الا ان المؤيدين لعودة الدوري برهنوا علي صحة وجهة نظرهم بسابقة تاريخية حدثت في مصر بعد نكسة1967 حيث لم تتوقف الانشطه الرياضية رغم سقوط الشهداء في المعارك وليس مدرجات كرة القدم وان الغاء الدوري أو تأجيله له مؤشرات سلبية علي السياحة والاستثمار في مصر.. ويتساءلون: كيف ينظر إلينا العالم الآن دون رياضة أو سياحة؟.. فالبلد لا ينقصها المزيد من البلطجة والبلطجية.. ألم يكتف المتظاهرون والمطالبون بعدم اقامة نهائي إفريقيا؟. وادي استطلاع الاهرام الي جدل بين المشاركين, حيث طالب المؤيدون لعودة الدوري بعدم التعجل في حكم القضاء العادل حتي يقول كلمته في دم الشهداء ويفصل في القضية حتي لا يهرب مجرم ولا يظلم بريء ويتساءلون: ما ذنب من يرتبط عمله ورزقه بنشاط رياضي ولديه اسرة؟.. مؤكدين ان القصاص لن يعيد من ماتوا للحياة متسائلين: من يرفض عودة الدوري سوي الالتراس؟ وهم من خيرة شباب مصر وكلهم مثقفون وعلي درجة عالية من الوعي وينظرون اليهم كمثل اعلي وقدوة للشباب ولن يكونون سببا في اغلاق ابواب رزق للكثيرين. بينما يؤيد الرافضون لعودة الدوري قبل القصاص من قتلة ضحايا استاد بورسعيد موقف الالتراس وانهم ضد كل من يطالب بعودة الدوري لأن هؤلاء اصحاب مصلحة ومستفيدون ماديا, فلو كان لأي منهم ابن او أخ استشهد في احداث بورسعيد لكان له رأي آخر وانهم مع شهداء الالتراس وضد الجشع المادي للاعبي الكرة. من ناحية اخري اشترط بعض المشاركين في الاستطلاع, بسرعة عودة الامن بصورة كاملة اولا داخل الملاعب مؤكدين ان توقف الدوري يعطي انطباعا بعدم سيطرة الدولة التي يجب ان تظهر هيبتها وقوتها بمواجهة هذه الفئة الجديدة من البلطجية, فإما أن هناك دولة أو لا دولة ولا نتركها لهؤلاء الذين يحاولون افسادها وتدميرها وهذه نقطة فاصلة لإثبات اننا دولة يحكمها القانون الذي يطبق علي الجميع وان تكون العلاقة بين جماهير الكرة قائمة علي الاحترام المتبادل. وفي السياق نفسه يطالب عدد كبير من المشاركين باستصدار قانون يجرم كل خارج علي القانون أو مثير للشغب أو يدعو الي التجمع والتجمهر بقصد إثارة الفوضي وعلي رأسهم هذه الفئة الجشعة أمثال أيمن عبدالعزيز الهارب من الجندية وعبدالمنصف وأحمد حسن وشوبير الذين يطالبون بمنع إقامة المباريات الختامية للنادي الأهلي الواجهة المشرفة للرياضة في مصر. ويطالب بعض المشاركين بتأمين الملاعب من خطر التعصب الكروي من خلال أجهزة الكترونية حديثة لمنع دخول اقلام الليزر والشماريخ واللافتات والاعلام المحرضة علي الفتنة وتقليل تكدس الجماهير بالمدرجات حتي تسهل السيطرة الامنية علي المباريات ورفع اسعار التذاكر لتوفير المزيد من الخدمات داخل الملاعب وردع الانشطة التي تمارسها بعض روابط المشجعين والتي تهدد الاستقرار والامن وحذر من تكوينها مرة اخري ووضع قوانين صارمة لكل من تسول له نفسه العبث في أمن الوطن. كما طالب المشاركون من القائمين علي النشاط الرياضي باستصدار قوانين لردع أي لاعب مهما كانت جماهيريته وموهبته تصل عقوبتها للشطب أو خصم نقاط من رصيد فريقة, اما الحكام فيجب ان يطبق عليهم الجزاء في حالة ثبوت تحيزهم لفريق دون اخر بعقوبات تصل للشطب من رابطة الحكام, كذلك الجمهور الخاص بالنادي الذي لايلتزم بالروح الرياضية بحرمانه من دخول المباريات. من ناحية اخري يتساءل بعض المشاركين في الاستطلاع: ما كل هذا النفاق؟ فلم ينل شهداء اكتوبر والشرطة وسيناء كل هذه الضجة وكل هذه الاموال التي حصل عليها اهالي ضحايا بورسعيد.. فكيف يفرض عدد قليل من المشجعين آراداتهم واراءهم علي الملايين؟ مطالبين بفرض الدولة هيبتها علي الجميع دون تفرقة لأنهم يشتاقون للمدرجات. اما من يرون ان قضية الدوري غير جوهرية فيطالبون بعودة الانتاج والعمل لرفع معدلات الاقتصاد العام وتوفير احتياجات المواطن بدلا من اهدار الدولارات للشراء اللاعبين واشغالنا عن مشاكلنا الحقيقية.