في بلادنا كنوز بعضها اندثر.. وبعضها ينتظر الاندثار.. وهذه مأساة قصر من أبدع القصور فوق ارض مصر اسمه قصر قازدغلي يطل علي ميدان سيمون بوليفار في قلب القاهرة. بدأت حياته الدامية عندما صممة المهندس النمساوي إدوارد ماتسك سنة1900 يضم مجموعة نادرة ورائعة من الزخارف الجصية بالحوائط والاسقف بالاضافة إلي لوحات زيتية ونوافذ وأبواب من الزجاج الملون المعشق بالرصاص وايضا كما يشرح د.صالح لمعي مدير مركز احياء التراث مشاهد من أعمال الموسيقار فاجنر في غرف القصر تضم18 لوحة من افريز يلتف حول سقف الغرف وتم تكسية الغرف بالخشب والمشجب والاعمدة مغطاة بالاسكاليولا بمعني رقائق من الجص الرخامي كما تتميز الحوائط بإطار من الجص الملتف حول الأبواب واللوحات الزيتية علي جوانب الحوائط.. ويقيم القصر مدفأة من الرخام تعلوها مرآة رائعة التصميم وتتميز المكتبة وغرفة الاستقبال بعناصر فنية رائعة من خشب البندق الأحمر يزينه تطعيم من العاج. هذا القصر التحفة توالت عليه الملكيات من ورثة قازدغلي ثم استخدمته أمريكا كسفارة لها وإقامة للسفير حتي عام1947 حتي ألقت به المقادير إلي وزارة المعارف المصرية. حيث حولت كل هذا الجمال إلي مدرسة قصر الدوبارة الثانوية ثم مدرسة إعدادية. ثم ضاق القصر بالمدرسة فهجرته وزارة التعليم واصبح مهجورا بعد أن كاد يقضي عليه الاهمال ولأن لأمريكا ذكريات في المبني فقد قدمت السفارة الأمريكية تمويلا لتكاليف دراسة لإعادة الحياة إلي المبني.. ومشروع الترميم جاهز الآن.. ولكن من يمول؟ ومن يعرف قيمة هذا الكنز؟.