تحقيق محمد هندي: الجوع والجهل والمرض مثلث المشكل الذي يسيطر علي مدينة شلاتين وقراها ومع ذلك فإن المسئولين يؤكدون أن الحياة وردية رغم أن جميع سكانها يعيشون تحت خط الفقر. وتقع مدينة شلاتين في محافظة البحر الأحمر يحدها محافظة السويس والجيزة شمالا وساحل البحر الأحمر شرقا وحدود دولة السودان الشقيق جنوبا. وتعد محافظة البحر الأحمر من اكبر محافظات مصر. فكل مدنها وقراها تطل علي ساحل البحر الأحمر بطول1080 كم, وتتعانق الآثار القديمة بالمعالم السياحية الحديثة علي أرض المحافظة فيها مجموعة كبيرة من الآثار لمختلف العصور( فرعونية رومانية مسيحية إسلامية) وتبعد مدينة شلاتين540 كم جنوب مدينة الغردقة وهي مدينة واعدة ينتظرها مستقبل تجاري وسياحي كبير وتبعد عن حدود السودان الشقيق بمسافة220 كم تقريبا وتتبع مدينة شلاتين عدة قري وهي قرية مرسي حميدة وتبعد عن المدينة40 كم وأبرق وتبعد عن المدينة120 كم وأبو رماد وتبعد عن المدينة135 كم وحلايب وتبعد عن المدينة175 كم وغربا رأس حدرية وتبعد عن المدينة197 كم والمساحة الكلية لمدينة شلاتين41041 كيلو مترا مربعا وعدد سكان المدينة حوالي25 ألفا و500 نسمة ويوجد جنوبالمدينة أكبر وأهم محمية طبيعية في المحافظة وهي محمية جبل علبة التي تشمل علي منطقة أبرق ومنطقة الدنيب والشريط الساحلي مع محمية وادي الجمال شمال المدينة بمواجهة6 كم وعمق40 كم ويوجد بالمدينة مساحات واسعة من الاراضي قابلة للاستزراع خاصة مع توفير المياه الجوفية والأمطار. تحقيقات الأهرام ترصد الصورة علي الواقع من الشلاتين البداية كانت في الحجر الصحي البيطري بمدينة شلاتين حيث الوضع السييء للغاية واستراحة الأطباء تعتبر غير آدمية وتوجد حظيرة الجمال بجوارها.. ومن هنا لا يستطيع الأطباء البيطريون العمل في هذه الظروف الصعبة والامكانات المعدومة فمن هنا بدأنا نسأل عن مدير الحجر البيطري بشلاتين وكانت المقابلة مع الدكتور حسين محمود حسين مدير الحجر الصحي البيطري الذي اكد لنا أنه لاتوجد نظرة إنسانية إلي سكان المدينة وأن مياه الشرب عبارة عن مياه تحلية البحر الأحمر وأن جركن مياه الشرب يباع ب25 جنيها وهناك جركن صغير يباع ب5 جنيهات بخلاف أرتفاع أسعار كل شيء في المدينة بشكل كبير خاصة الخضراوات والفاكهة. ويتحدث الدكتور حسين عن الجمال التي كانت تأتي من السودان الشقيق بكميات كبيرة جدا ولكن في السنوات الماضية أصبحت تأتي إلي الحجر البيطري كميات أقل بكثير من التي كانت تورد علينا وهذا نتيجة صعوبة الإجراءات بالنسبة للتجار وعلي الدولة أن تقوم بتسهيل الاستيراد بصورة أكبر حتي تتوافر اللحوم بكميات كافية وبأسعار مناسبة. ويقول الدكتور حسين في البداية استلمنا أرض الحجر البيطري عام1998 بمساحة32 ألف متر مربع وكان المفروض بعد6 أشهر أن ينتهي الحجر البطري بمدينة شلاتين ولكن أخذنا جزءا من الارض علي مساحة8 آلاف متر مربع وتم إنشاء الحجر لحين استكمال الجزء الباقي الذي يبلغ مساحته32 ألف متر ولكن تم إنشاء سور علي مساحة24 الف متر ومنذ هذا التاريخ الماضي والحاضر لم يتم تطوير الحجر البيطري بمدينة شلاتين.. لان الحجر البيطري هنا مصمم لاستقبال الجمال فقط ولكن هناك جزء كبير لاستقبال العجول حيث يختلف جزء الجمال عن تصميم جزء العجول من حيث شكل السقاية للجمال وتختلف للعجول لان سقاية الجمال مرتفعة والعجول تكون منخفضة تماما بالنسبة للجمال ولكن مجلس المدينة والمحافظة في نوم عميق. داخل الحجر البيطري بشلاتين كان الدكتور أحمد النادي يقوم بفحص الجمال وتطعيمها فيقول هذه منطقة حجرية وتبدأ من أول منفذ حدرية بالحدود السودانية إلي منطقة الشلاتين مرورا بمنطقة حلايب وبعدها منطقة ابو رماد وتعتبر هذه المنطقة الشرقية بالسودان.. وعندما تأتي الجمال إلي منطقة الشلاتين وخاصة الحجر الصحي للتأكد من سلامة الجمال وتحصينها ضد الأمراض الوبائية, حيث تأتي الجمال من السودان إلي الشلاتين ثم تدخل الحجر الصحي, ويعتبر هو البوابة التي يعبر منها إلي السوق ويتم حجز الجمال لفترة48 ساعة للتأكد من سلامتها وتحصينها ويتم الإفراج عليها ويخرج الجمل من منطقة الشلاتين بشهادة صحية تصريح بأن الجمل خال من الأمراض, وكل تاجر من تجار الجمال يقوم بتحديد المنطقة التي يرغب أن يقوم ببيع الجمال بها مثل منطقة برقاش والشرقية لسوق الجمال ومنطقة البراجيل بامبابة علما بأن المنطقة من خط الحدود22 جنوبا منفذ حدربة إلي الشلاتين170 كم وتأتي أنواع من الجمال, جمال صومالية والأخري سودانية. مشيرا الي أن منطقة شلاتين قائمة علي تجارة الجمال لأن سعر الجمل يتراوح مابين7 آلاف الي9 آلاف جنيه للواحد والدخل القومي للسكان هو تجارة الجمال ويعتبر هو المورد الأساسي والرئيسي لمنطقة الشلاتين, وهذه المنطقة مقسمة الي قبائل من اكبرها قبيلة البوشارية وقبيلة العبابدة. وأضاف أن الحجر الصحي في هذه المنطقة لابد أن يكون علي كفاءة علمية عالية جدا لأنه هو المنفذ الذي يحدد صحة وسلامة الغذاء الحيواني الي جميع سكان مصر. ويقول منصور سليم محمد مقيم بأسوان إن الرشايدة هم أكبر تجار جمال علي مستوي الجمهورية ويليهم العبابدة والبشارية وإن تجارة الجمال كانت مع أجدادي منذ عقود طويلة مضت حتي توارثنا هذه التجارة ونقوم بتوريثها للاحفاد حاليا. فكنا نقوم بشراء الجمال عن طريق الغرب السوداني وهو نهر النيل من منطقة كسلا, بور سودان ورفاعة والشوج وجدراف.. وهذه المنطقة كانت تأتي إليها الجمال إلي مصر ولكن منطقة الشلاتين هي نابع الشرق السوداني الذي نقوم الآن بالاستيراد منه ولكن التعقيدات الروتينية للتجار صعبة للغاية وخاصة عند المنافذ السودانية والأسعار تتراوح مابين7 الي10 آلاف جنيه للجمل الواحد ويوجد ان جعدان جمل صغير يتراوح سعره بين4 و7 آلاف جنيه للجمل والناقة يتراوح سعرها ما بين5 و8 ألاف جنيه. ويؤكد أن الجمال مثل لعب القمار.. يوم التاجر يكسب10 آلاف جنيه ويوم يخسر5 آلاف جنيه. ويضيف منصور سليم قائلا أعمل مع أربعة شركاء لكي نستورد من السودان عن طريق حلايب ثم شلاتين100 جمل ورأس المال لا يقل عن500 ألف جنيه فإن الأسعار هذا العام تختلف عن الاسعار في الأعوام الأخري حيث ارتفع سعر الجمل السوداني الذي كان يباع في العام الماضي بسعر3 آلاف جنيه للجمل الي6 آلاف جنيه للجمل أو7 آلاف جنيه للجمل نتيجة المصروفات الزائدة مثل تحصيل المجلس المحلي لمدينة شلاتين88 جنيها علي كل رأس من الجمال مع20 جنيها للتباعين الذين يضعون الجمال فوق الجرار الذي يحمل40 جملا وسعر الحمولة الواحدة حوالي خمسة آلاف جنيه وهذا نتيجة لارتفاع أسعار الوقود الذي يتم بيعه في السوق السوداء وغير متوافر في محطات البنزين. وفي النهاية يقول منصور سليم: إن الطبيب البيطري هو المتوقف عليه دخل البلد ولابد أن تنظر له الدولة برواتب مرتفعة لان جميع الاطباء من الوادي واستراحة الأطباء غير آدمية علي الاطلاق. وبالنسبة لتجهيزات الاستراحات بالنسبة للعمل والباكيات أو التندات للجمال فهي تعتبر غير صالحة ومطلوب إعادتها مرة أخري بأسلوب حضاري ولكن أين المسئولين لكي نحاسبهم. ويتساءل المواطنون والتجار: أين المجزر الآلي الذي تم الوعود به من قبل المحافظ والمحافظة منذ سنوات عديدة مضت ولكن لم يتم شيء الي الآن وهذا المجزر سوف يقوم بعمل رواج بالمنطقة بأكملها. ولابد من عمل تجهيزات للعجول. لحين خروجها من المجزر الآلي مذبوحة إلي السوق المصرية عن طريق ثلاجات مبردة يغطي السوق المحلية بأكملها مع إيجاد فرص عمل للشباب المطحون والذي لا يجد مورد رزق آخر يعمل به. ويقول عبد الرحمن علي مراجع مالي واداري بالحجر الطبي البيطري بشلاتين إن نسبة الجمال انخفضت عن الأعوام الماضية بنسبة كبيرة وهي نحو60% لعدم وجود حركة طبيعية للتجار الذين يأتون بالجمال من السودان إلي مصر والحجة هي عدم وجود مغادرات وهذه تأتي بحياة الجمال لأن الجمال تظل عالقة في المنفذ دون أكل أو شرب فمن هنا لا يستطيع التاجر السوداني أن يلقي بأمواله كلها, والأسعار ارتفعت عن الاعوام السابقة بنسبة كبيرة جدا ويقول خالد عبد الرحمن خليفة الحسن من سد مروي بالسودان: السوق المصرية معروفة لدي المواطن السوداني تماما فإن سعر الجمل في السودان يتراوح بين5 آلاف و10 آلاف جنيه للجمل الواحد ويتم تحديد سعر الجمل حسب حجم الجمل وعمره فإن الأسعار في العام الماضي أقل بكثير عن هذا العام حيث إن الأسعار في السودان أقل من النصف في مصر وهذا نتيجة لارتفاع سعر الدولار بالنسبة للجنيه السوداني مع تكلفة النقل في السودان لأننا نقوم بتحميل هذه الجمال من أسواق كبيرة وكثيرة, تبعد مسافات كبيرة فتقوم بشحن ونقل الجمال وهذه تكلفة جعلت الأسعار ترتفع عن السنوات السابقة مع ارتفاع أسعار الاعلاف جعلت الاسعار ترتفع. ويقول آدم محمد أحمد آدم من قبيلة البشارية بقرية دراو بأسوان, ندرة المياه في منطقة شلاتين شديدة جدا حيث إن المياه الموجودة شديدة الملوحة وغير صالحة للشرب وفي الوقت نفسه هناك تجارة قائمة وهي تجارة المياه التي وصل سعر جركن المياه الي25 جنيها لجركن المياه الشرب الحلوة و5 جنيهات لجركن المياه الصغير. والأسعار هنا في منطقة شلاتين مرتفعة جدا خاصة أن هؤلاء المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر بمراحل كبيرة لايستطيعون شراء هذه السلع ويشير آدم محمد إلي أن كل3 أيام يدخل500 جمل علما بأنه في الأعوام السابقة كان يدخل في اليوم الواحد من3 إلي4 آلاف جمل يوميا فمن المسئول عن خفض هذه الكميات بهذه الصورة؟ فلابد من تسهيل الاجراءات الجمركية بسرعة. ويقول عيد محمد عيسي, موظف بالمجلس المحلي بمدينة شلاتين. إنني أنا وجميع أهالي شلاتين نعاني من مشكلة المياه الحلوة حيث لاتوجد مياه إلا عن طريق تجار لبيع المياه ويباع جركن المياه الحلوة ب25 جنيها للجركن, وإن العملية التعليمية ضعيفة جدا حيث لايوجد مدرسون علي كفاءة مميزة لجميع مراحل التعليم فإن كثافة الفصول لطلاب المرحلة الابتدائية نحو40 طالبا في الفصل الواحد, وكذلك الاعدادي والثانوي الصناعي والثانوي العام مع وجود معهد أزهري. وفي السوق وجدنا شابا صغيرا ولكن الهموم والارهاق والتعب جعله رجلا مسنا تبدو عليه مظاهر اللامبالاة, حيث الفقر والجوع والجهل هم سمة هذه المدينة البائسة. كما يقول عبد الرحمن الشاذلي موظف موسمي في مجلس مدينة شلاتين. الزواج بالفاتحة الزواج في مدينة شلاتين بالفاتحة حيث لايوجد مأذون شرعي بها فهنا يقوم الرجل بزواج ابنته بقراءة الفاتحة علي من يتقدم بزواجها فإن الرجل يتزوج من امرأة تم ينجب منها أطفالا ويتزوج الأخري وينجب منها اطفالا وهكذا وعندما يتوفي الزوج تتقدم الزوجة الاولي للتأمينات الاجتماعية لصرف إعانه لتوفي الزوج وتذهب الثانية والثالثة لصرف مبالغ مالية ولكن لايوجد سوي شهود علي الزواج ولايوجد شهادة ميلاد ولاحتي شهادة وفاة.. ويتم صرف150 لكل أسرة مكونة من4 أفراد أو خمسة أفراد. وهذا المبلغ كان يأخذه أيضا الزوج كمعونة لمساعدة الفقراء. فإننا نطالب بتعيين مأذون شرعي وعمل بطاقات شخصية وشهادات ميلاد للسكان جميعا لأن نسبة كبيرة من السكان ليس لديهم بطاقات شخصية. مشكلة الشباب هنا أنهم لا يجدون موردا للرزق الحلال فتجد الشباب يشترون المضقة, وهي عبارة عن مادة مخدرة يضعها الشباب تحت لسانه من أجل أن ينسي مشاكل الدنيا والحياة. فعندما تجولنا بالمدينة وجدنا رجلا يجلس بجوار مسجد صغير ومعه حله مليئة بالمضفة وهي تشبه الدقة البلدي يضعها في اكياس ويبيع الكيس ب2 جنيه جهارا نهارا فعندما سألنا قالوا من أجل النسيان وعدم التفكير. وقابلنا مجموعة من الشباب يقولون إننا نذهب لمغامرة يموت منا من يموت وينجو منا من ينجو من أجل لقمه العيش فإننا نقوم بالاتفاق مع رجل ميسور الحال معه جهاز للكشف عن الذهب فنأخذ الجهاز والسيارة التي تحمله ونصعد ومعنا30 شابا إلي الجبل من أجل الكشف عن الذهب وعندما نستخرج قطعة نقوم بالتقسيم بالثلثين. ثلث للجهاز والثلث الآخر للسيارة التي تحمل الجهاز والثلث الآخر ل30 شابا الذي مات منهم15 شابا من الجوع والعطش وضربه الشمس ونرجع وكل منا يأخذ نصيبه. وهذا النصيب ضئيل جدا جدا وليس بالشكل الذي يموت الشاب من أجله ولكن لعدم وجود أي شئ فإننا نذهب من أجل العمل فإذا وجد العمل في المدينة لا يستطيع أي أنسان الصعود إلي الجبل والموت هناك. ويقول الشباب والرجال: لقد قمنا بتأيد الرئيس محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية ولكن بعد ذلك لم يأت إلينا كما جاء لجميع محافظات الجمهورية, فإننا نريد أن يأتي إلينا من أجل تقديم شكوانا له ويشاهد علي الطبيعة الحياة الصعبة التي نعيشها هنا.