في سؤال عميق للرئيس محمد مرسي من داليا مجاهد المستشارة السابقة للرئيس أوباما.. قالت له: كيف ستتحول من اخواني سجين الي رئيس؟, فأجابها بالقول: لا تحاسبيني عن الماضي, وحاسبيني عن المستقبل فقط. وتعقب داليا بقولها وهنا تأكدت أنه لم يفهم سؤالي جيدا, بأن هناك فرقا كبيرا بين الموقفين, لأنه من الصعب أن تتصرف كرئيس لمصر.. وكأنك ناشط داخل الاخوان المسلمين, فالأدوار مختلفة والمسئوليات أيضا, وأحسب أن شهادة داليا مجاهد مهمة, وذلك بالنظر الي الدور الذي لعبته مع أوباما وادارته في تغيير النظرة تجاه جماعة الإخوان المسلمين, وازالة العوائق لتوليها الحكم. وتبدو المسألة محيرة نظرا لأن الأحداث تثبت يوميا أن مصالح الدولة المصرية أكبر وأعقد كثيرا من مصالح الإخوان, كما أن إدارة وحل مشكلات مصر وتلبية تطلعات المصريين هي بلا شك أضخم من إدارة جماعة, وبعيدا عن ذلك فإن طرح السؤال يوضح أن الرئيس لم يتمكن بعد من اقناع الآخرين بأنه لا يعيش في جلباب الجماعة. إلا أن السؤال المهم هنا هو: هل يملك الرئيس مرسي واقعيا الخروج علي الجماعة؟, والجواب المنطقي بالقطع لا, فبعيدا عن البعد الاخلاقي فإن البعد البراجماتي يقيده, فكيف له أن يبعد عن المؤسسة التي شكلت قناعاته وحملته آلياتها ومواردها ورجالها الي القصر الرئاسي, وما هو البديل؟ أنها تبدو قفزة إلي المجهول. ويبقي أن الرئيس مرسي محق في اجابته: حاسبوني عن المستقبل, وهنا مربط الفرس فالناس سوف تحكم بما يوفره من ازدهار اقتصادي, كما انهم يبحثون عن الوظائف وزيادة الرواتب والكرامة والعدالة الاجتماعية, وأغلب الظن أنهم لا ينتظرون حزمة التقشف أو شد الاحزمة علي البطون الجائعة!, وبالقطع فإن المستقبل سوف يحكم لمصلحة مرسي أو عليه.. وذلك بمدي قدرته علي تحقيق أهداف ثورة25 يناير, ودمج الحداثة في مؤسسات مصر ونهوضها من جديد, أو انزلاقها الي الوراء, وتمزقها علي مذبح صراع ديني طائفي ينحدر بالبلاد الي الفوضي, هذا هو حساب الرئيس! المزيد من أعمدة محمد صابرين