زكريا عثمان رغم التهديد بالقتل أو التصفية الجسدية التي تلوح بها أحيانا بعض الجماعات الأصولية المسلمة أو اليمين المتطرف المسيحي أو اليهودي لإثناء أشخاص بعينهم عن إحراز أهداف سامية تخدم الإنسانية, فإن أبناء هذه السلالة البشرية المتميزة لا يحيدون عن جادة الطريق في تحقيق مآربهم بسسب ما يحملون داخلهم من جينات البطولة والغيرية التي تجعلهم غير مكترثين بأية مخاطر حتي وإن كان الثمن حياتهم. وقد أوجدت مالالا يوسف زاي, تلك الفتاة الباكستانية, التي لم تتعد ال14من عمرها, مكانا بارزا لنفسها بين هؤلاء الأبطال من خلال شن حملة لمناصرة تعليم الفتيات علي موقع بي بي سي الإلكتروني وعلي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة, وذلك رغم تلقيها تهديدات بالقتل من حركة طالبان للكف عن تلك الحملة التي اعتبرها مسلحو الحركة ترويجا ل العلمانية وأفكارها, مما دفعهم إلي إطلاق النار عليها الأسبوع الماضي,بعد أن أوقف مسلحان الحافلة التي كانت تقلها مع عشرات الفتيات الأخريات بإحدي المناطق المزدحمة ببلدة سوات التابعة لإقليم بيشاور, شمال غربي باكستان, ثم صعد أحدهما إلي الحافلة وسأل' أي الفتيات هي مالالا يوسف قبل أن يطلق عليها3 رصاصات أصابتها إحداها في الرأس كما جرحت فتاتان أخريان. ولدواع طبية نقلت مالالا إلي بريطانيا جوا برفقة أسرتها لتلقي العلاج بمستشفي كوين اليزابيث في مدينة برمنجهام بالعاصمة لندن, وذلك بعد أن أجريت لها في وقت سابق جراحة في بيشاور لإزالة الرصاصة التي استقرت بالقرب من عمودها الفقري, حيث اتفق أطباء وخبراء صحة محليون ودوليون علي أنها بحاجة لرعاية طويلة من التداعيات البدنية والنفسية للحادث الذي مرت به. وقد أثار حادث إطلاق النار علي مالالا غضبا دوليا ومحليا ضد حركة طالبان, كما توالت ردود الأفعال الدولية إزاء الحدث بين مزيج من الإشادة بشجاعتها والاستياء مما أصابها, حيث أدانت الحكومة الأمريكية الحادث التي تعرضت له الناشطة الباكستانية ووصفته بأنه جريمة لا تغتفر. وأما وزير الخارجية البريطاني وليام هيج فقد وصفها بأنها نموذج مشجع للشباب. كما تضمنت ردود الأفعال أيضا إدانة عدد كبير من مختلف دول العالم للحادث. وأمام وابل من الانتقادات المحلية والدولية, أعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك عن رصد مكآفأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن المتحدث باسم حركة طالبان إحسان الله إحسان الذي أعلن مسئوليته عن الهجوم, الذي أكد رحمن أن التخطيط له تم في أفغانستان. كما أشاد بجهود مالالا في الدعوة لتعليم الفتيات وشجاعتها في تعريض حياتها للخطر والإصرار علي كتابة مدونات تشير إلي أهمية تعليمهن, وخاصة عندما كان أفراد حركة طالبان يحرقون مدارس البنات في منطقة سوات شمال غربي باكستان أثناء ذروة سلطتهم عام2009. ومن جانبه, أدان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الجريمة, واصفا إياها بالجريمة ضد الإنسانية, مؤكدا في تصريحات أدلي بها خلال زيارته أذربيجان التي تزامنت مع وقوع الحدث: في بلادنا3 مخاطر, الإرهاب والفقر وتجاهل الحقوق الأساسية لبناتنا. وتساءل لماذا أطلق هذا الرجل الرصاص علي فتاة؟ هذه العقلية هي عدونا المشترك التي يجب أن نوحد جهودنا ضدها. وأضاف: تقديرا لجهودها فقد تم منحها وسام الشجاعة.