حالة من التخبط والبلبلة المعلوماتية تعيشها فئة معينة من الشعب المصري ممن أتعسها الحظ بهذه الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي تجعلها قادرة علي تصفح ما تتنقله شبكات التواصل الاجتماعي علي صفحاتها فيما يسمي بالفيس بوك. تلك الفئة التي تميل للتمبلة أكثر منها للحركة وقعت فيما يشبه حالة إدمان البحث عن المعلومات وتتبعها لحظة بلحظة دون ان تبارح مكانها, فالحصول علي المعلومة أو الخبر لم يعد يكلفها أكثر من حركة بسيطة من إصبع اليد حتي تجد نفسها أمام سيل هائل من المعلومات.. معلومات بعضها قد يبدو متسقا مع الواقع والمنطق وبعضها يبدو متناقضا يصعب علي العقل تقبله ولكن هل كل ما نراه ونسمعه في الآونة الأخيرة يتسق مع المنطق ويتفق مع العقل حتي نرفض ما هو عداه ؟! حتي وقت قريب, كان نشر أخبار خاطئة تمس سمعة أشخاص أو شركات أو دول, يلزم الجريدة بنشر الرد في نفس المكان وبنفس المساحة, ناهيك عما يمكن أن يتعرض له المحرر من مساءلة قانونية, إما وقد أصبح اليوم من حق الجميع أن يكون له صفحة علي فيس بوك ينشر فيه كل ما يريده من أمور, فان السيطرة علي الوضع تكاد تكون معدومة, فعلي سبيل المثال و قبل يوم واحد من عيد الأضحي, تدفق علينا كم من الشائعات المغرضة التي أن دلت علي شيء, فهي أننا نعيش اليوم حرب الفيس بوك بين القوي المتصارعة علي الساحة السياسية, فهي تتعلق بشخصيات مختلفة في التوجهات والمواقع والمناصب بدءا من إلقاء القبض علي ابن قيادي كبير في الأخوان أثناء وجوده بشقة دعارة ثم خبر استقالة النائب العام وأخيرا خبر وفاة الرئيس السابق, ومازالت الشائعات تتوالي طالما لم تتخذ أية إجراءات قانونية لوضع نهاية سريعة لهذه الفوضي المعلوماتية. فحرية تناقل المعلومات وتبادلها لا يعني حرية نشر الشائعات والأخبار المغلوطة عن أشخاص بهدف النيل من سمعتهم وتشويه صورتهم في مناخ يسوده الرغبة في الانتقام وتصفية حسابات الماضي وربما أيضا الحاضر. [email protected] المزيد من مقالات عزة سامى