تسمرت ليلة العيد,أمام برنامج تلت التلاتة لللزميل عمرو خفاجي لمدة نصف ساعة أتابع مرافعة محمد عبد العال محام جمعية الحق في السكن يقول: أن اقتحام مساكن دولة نايمة غايبة حق لأي شخص يعيش في العراء أو صاحب معاش أو أرملة أومريض عاجز, ويعتبر الاقتحام جريمة فقط إذا حدث لمساكن أهلية., ويضيف أن اقتحام سكان الخرابات والعائشين في العراء لمساكن الدولة المقفلة والعيش فيها ليس بلطجة ولا سرقة مال عام,لكنه تحقيق لمبدأ الكرامة الانسانية التي قامت من أجله الثورة,وسيكون مصدر إلهام لملايين المصريين لتحقيق مبدأي العيش والحرية بالدراع والدم. والغريب أن البرنامج لم يعلق عليه مسئول حكومي أو أمني, ليجيب علي ذرائع المقتحمين حتي الآن, ولا حتي الرد علي مطلب المحامي المذكور بتنفيذ قرار الرئيس محمد مرسي بتوفير مساكن للمهددين بصخرة الدويقة, أو إيقاف قرار الإزالة الذي أصدره مسئول بالحي لإبراء ذمتة في حالة سقوط صخرة جديدة علي أهل المنطقة { لم يفاجئني هذا المنطق الذي أعتبره جريمة سطو مكتملة الأركان,رغم انتشار هوجة التعديات علي الأراضي الزراعية وأملاك الغير هذه الأيام, لكن الذي أدهشني أن السكان الذين اقتحموا الشقق المغلقة في أحياء السلام ومساكن النهضة والهرم سيتي وأطفيح, وأماكن عديدة بالمحافظات يطالبون عبر الإعلام باستكمال المرافق وتوصيل الكهرباء والماء والصرف الصحي, مكافأة لهم علي تحويل هذه الخرابات المهجورة منذ أكثر من خمسة عشر سنة, لشقق مأهولة, ويقولون: لا يهمنا أن تسموننا بلطجية أو حرامية المهم أنناانتزعنا حقنا وأننا مستعدون لدفع المقدم المناسب وجدولة باقي الثمن رغم أننا مواطنون وأصحاب حق في السكن كما يقول الدستور. { لا خلاف علي أن التعدي علي أملاك الغير جريمة, لكن الجريمة الأفدح هي استمرار تجاهل الدولة لمواطنين هربوا جماعيا من ظلم حكومات الفساد الي العشوائيات والخيام والقبور للعيش مع اليأس منذ سنوات طويلة, وعندما تفجر ثورة يناير تطلعاتهم, وينظم اليائسون صفوفهم لاقتناص حقوقهم باقتحام شقق الدولة المقفلة تحت عنوان الخرابة مول.. تنهمك النخب السياسية في معارك طاحنة حول مسودة الدستور الجديد, ويضيعون الوقت دون حل مشكلة المادة60 في باب الحقوق وهل المسكن الملائم والماء النظيف والغذاء الصحي حقوق مكفولة تقدمها الدولة علي مزاجها للمواطن أم فرض عين والتزام عاجل لإعادة الحق لأصحابه ووقف الثورة القادمة للجياع ؟ المزيد من أعمدة أنور عبد اللطيف