فى وصف متدن قال السفير الإسرائيلي السابق في موريتانيا، موعاز بيسموت، أن الأنظمة العربية تُفضل أن يلعب الدبلوماسيون الإسرائيليون دور "العشيقة" على دور "الزوجة الشرعية" تجاهها. جاء الوصف على خلفية الرسالة التي وجهها الرئيس محمد مرسي مؤخراً لنظيره الإسرائيلى شيمون بيريز, وبمجرد إذاعة مكتب بيريز للرسالة حاول البعض نفيها, ولكن ثبت أنها حقيقية وليست "مفبركة" بصياغتها الحميمية التى جاءت "مفاجئة" للإسرائيليين أنفسهم وجاءت صياغتها على حد قولهم "مطمئنة لمستقبل إسرائيل"، وأنهم نظروا إليها ك"حالمين" ! وبعيداً عن هذا الوصف السيئ الذى أعرب عنه السفير الاسرائيلى للحالة فإن واقع مضمون الخطاب المصرى الذى ذهب إلى الرئيس الإسرائيلى بتوقيع الرئيس مرسى لقبول سفيرنا الجديد هناك, ثم هذه الصور المستفزة لسفيرنا الذى يحتسى نخب الموافقة مع الرئيس الإسرائيلى أمام كل الكاميرات وتبدو على وجهه كل ملامح السعادة فقد جاءت مخيباً لآمال الكثيرين منا ليس فقط لأنه يجرى مع إسرائيل ومسئوليها دون مراعاة لمشاعر شعوبنا التى لازالت تعتبرها العدو الذى لن ينسى أطماعه فينا, بل لأن هذا يأتى من رئيس مابعد الثورة والجماعة التى طالما إتهمت النظام السابق بالتواطؤ إلى درجة العمالة مع إسرائيل وأنها لم ولن تتعامل معها أبداً ! ولأن هذا هو إدراك العديد من شعوبنا العربية وفى مقدمتها مصر تجاه إسرائيل فقد جاء إسراع مكتب الرئيس شيمون بيريز في تقديم رسالة الرئيس مرسى لبيريز إلى العالم, محاولاً ضرب "إسفين" إسرائيلى للرئيس مرسى أمام شعبه و إحراجاً له. لقد جاءت رسالة الرئيس مرسى ومهما قيل عن أنها "تيمة " مكررة لكل رؤساء العالم فى حال طلب الموافقة على أى سفير لها فى دولة أخرى لترمى ماءاً بارداً فوق الأجسام الملتهبة, والمشتاقة لنسيم العزة والكرامة والشموخ فى التعامل مع الأصدقاء قبل الأعداء كما وعدتنا الثورة وكما وعدنا الرئيس ذاته فى كل جولاته الإنتخابية ثم فى خطاباته بعدها, فما بالنا أن يكون هذا الآخر هو عدونا الحقيقى .. وحتى لو إضطررنا الآن إلى أن نقبل التعامل معه بشكل رسمى لكننا بالضرورة لا نحن ولا الرئيس نقبل أو نرغب فى أن تصل الحميمية إلى أن يتحدث الرئيس على أنه الصديق المخلص لرئيس إسرائيل البعض من المحللين الإسرائليين يرون أن رسالة الرئيس مرسى كانت وجهتها تل أبيب ولكنها كانت تستهدف واشنطن، فى توقيت الإنتخابات الأمريكية دعماً لموقف أوباما , لكن الأكيد فى تصورى أن هذا التوقيت جاء ليضر الرئيس نفسه الذى لم ينطق أبداً كلمة إسرائيل فى كل خطبه منذ توليه الرئاسة بينما يصف نفسه بالصديق المخلص لرئيسها , فأين مستشارى الرئيس من الوقوع فى مثل هذه الأخطاء التى تشوه الصورة وتبرز للرئاسة وجهين أحدهما معلن وشعبى والآخر سرى وخفى .. وأين الحنكة السياسية فى التعامل مع أباطرة السياسة التوسعية الإستيطانية التى لاعهد لها , ولاسرية معها إلا بما يحقق أهدافها ؟ ولماذا لم تتعلم مؤسسة الرئاسة من خطأ الخطاب السابق الذى نفت أنه أرسلته إلى نيتنياهو ثم عادت واعترفت به .. ياسادة إسرائيل ستبقى عدونا وعدوكم ولن تترككم ولن ينفعكم معها رضى أمريكا أمام شعوبكم !! المزيد من مقالات حسين الزناتى