التداوي بالنباتات الطبية معناه العودة إلي الطبيعة لعلاقتها الوثيقة بالإنسان وذلك لوقاية البشرية من الآثار الجانبية للأدوية الكيماوية والمشيدة بيد الإنسان والتي ثبت مع دوام تعاطيها أنها تؤدي الي عواقب خطيرة والمؤكدة منذ القدم ان القيمة العلاجية لها تكمن في أمرين أولهما مقدار ماتحتويه من مادتها الفعالة مع خلوها من المكونات الضارة وثانيهما التأكد من معرفة النبات الأصلي وأنه لايمكن التعرف علي كثير منها أو تميزها سهولة فهناك أنواع واصناف متعددة تتبع الجنس الواحد وتكون متشابهة في شكلها الخارجي و لكنها تختلف تماما في فوائدها ومحتواها من المواد الفعالة ويحتاج التعرف عليها إلي الخبراء والمتخصصين الذين قاموا بدراستها ويكون التعرف عليها اكثر صعوبة اذا كانت تستعمل وهي علي شكل مسحوق مثل دقيق القمح والحبوب ومساحيق التوابل والبهارات والشايات وهي كلها معرضة للتلوث والغش بأصناف رديئة أو سامة.وتقوم كليات الصيدلة بتعليم ودراسة كل ذلك بالتفصيل من الناحية التشريحية والكيميائية وقد وضعت دساتير الأدوية( الفارماكوبية) كل الشروط والمواصفات الدستورية التي يجب توافرها عند استعمال وتداول هذه النباتات سواء التي يستعمل منها في العلاج أو التي تحتوي علي مواد سامة أو مسرطنة أو مواد مخدرة أو مواد عطرية وتشتمل ايضا علي كل النباتات التي تستعمل في الغذاء مثل الحبوب والفواكة والخضروات ونباتات المراعي التي كثيرا ماينمو معها أعشاب طبية سامة وقد تؤدي بحياة الإنسان والحيوان والطيور الداجنة ولايجوز استعمال هذه النباتات دون إشراف علمي عليها, مع العلم أن للمادة الفعالة عمرا افتراضيا تصبح بعده عديمة الفائدة أو تتحول الي مركبات سامة أو مسرطنة وليعلم الجميع ان المواد الفعالة شديدة الحساسية في اثناء تكونها في المراحل المختلفة من عمر النبات فإنها تخضع لكل المؤثرات البيئية من تربة ومناخ ورطوبة وكذلك الموقع الجغرافي ولها نظام معين عند زراعتها ولها وقت خاص عند جمعها وتخزينها وقد لاتتكون المادة الفعالة لو تغير أي من هذه العوامل وكان من الأفضل ان تقوم كليات الطب بتدريس هذا العلم الي طلابها ويكون الطبيب علي دراية كاملة به ومن المؤكد ان كثيرا من النباتات الطبية الموجودة الآن في الأسواق وعند العطارين والتجار والمنتجين قد تكون اما قليلة الفائدة أو ضارة ولاتنطبق عليها الشروط والمواصفات الدستورية وذلك لعدم وجود اشراف علمي قبل استعمالها كما انه لايجوز تشكيل اي لجان للنباتات الطبية إلا اذا كانت الصيدلة ممثلة فيها حتي لاتكون لجان باطلة لأن الصيدلة هي الركن الأساسي لدراسة هذا العمل والأقدر علي معرفة سلامة العقاقير وسلامة المواد الغذائية والتموينية وخلافها وذلك عملا بالمثل الشعبي اعطي العيش لخبازه ولايليق أن تترك الأمور كما هي الآن سداح مداح. د. أحمد محمد المغازي جامعة أسيوط