تؤكد الاحصاءات انتشار الأمراض الوبائية في مصر بسبب الزراعة الملوثة هذا ما كشفته الحلقة النقاشية الزراعة النظيفة للحد من التلوث التي نظمها مركز النيل للاعلام بشبين الكوم برئاسة أمينة التلاوي والتابع لهيئة الاستعلامات لتدق ناقوس الخطر من جديد! الدكتور صلاح أبو النجا استاذ الميكروبيولوجي والكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة المنوفية يفتح ملف الزراعة النظيفة للحد من التلوث والتي تتجنب استخدام الاسمدة المعدنية والمبيدات المصنعة التي تتلامس مباشرة مع النبات أو التربة أو الاملاح الطبيعية سريعة الذوبان والتي يطلق عليها الزراعة العضوية أو النظيفة ويحذر من الزراعة الجائرة اوالتي تستخدم فيها المبيدات الحشرية والفطرية والبكتيرية والفيروسية والتي تضعنا مع مرور الزمن أمام كارثة محققة لانها تقضي علي كل الكائنات الحية الدقيقة النافعة الموجودة في التربة بل وعلي كل من يتناول هذه النباتات وثمارها ويزداد هذا التأثير تراكما علي كل الكائنات الحية وعلي العكس فإن الزراعة العضوية تنشط الحاجة إلي الاعداء الطبيعية من داخل التربة وتقلل السمية وتخفض الحاجة إلي الاسمدة المعدنية وتزيد الانتاج بشكل غير عادي من150% 750% وبهذا تكون قد حققت ربحا كبيرا للمزارع والأهم بالنسبة لصحة الانسان هو انتاج ثمار خالية من التلوث وصالحة وآمنة للاستخدام. أما الدكتور كمال عبد العظيم دهب استاذ المياه الجوفية بكلية العلوم جامعة القاهرة فيكشف النقاب عن خزان الحجر الرملي النوبي الذي يقع في الصحراء الغربية وتكون في العصور المطيرة ويغذي منطقة شرق العوينات والواحات الداخلة والخارجة وسيوة والفرافرة والبحرية وباريس ومياهه عالية الجودة ويغذي أرضا عالية الخصوبة الا أن المشكلة التي نواجهها هنا هو نوع الزراعات في تلك المناطق والتي لا تتماشي مع طبيعة هذا الخزان حيث انه غير متجدد وتروي منه زراعات النخيل والزيتون والارز وجميعها تعتمد علي الري بالغمر وهو أمر يتطلب تغييرا شاملا في السياسة الزراعية في هذه المنطقة نظرا لما يمكن أن تحققه من اكتفاء ذاتي من الزراعات المختلفة للشعب المصري اذا ما أحسن استغلالها مؤكدا أنه كلما ابتعدنا عن الدلتا كلما وجدنا أراضي خصبة صالحة لكافة الزراعات. ولخص الدكتور كمال مشكلة المياه في مصر في معادلة تتكون من زيادة ملوثات+ زيادة سكانية+ ثبات حصة المياه عند5,55 مليار متر مكعب سنويا وفقا لاتفاقية مصر والسودان في نوفمبر1959 ومياه الآبار بنسبة4.70 مليون متر مكعب سنويا وكميات ضئيلة من الامطار علي شريط ضيق من الساحل الشمالي بالاضافة إلي3.7 مليون متر مكعب من إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي ورغم ذلك فإن مياه نهر النيل هي المصدر الرئيسي لان84% منه يستخدم في الزراعة و6% فقط في الشرب و9% في مجال الصناعة. ويقول المهندس أحمد إبراهيم الشال مدير الارشاد الزراعي بمديرية الزراعة بالمنوفية إلي أن أمر يتطلب اعادة النظر في زيادة المساحات المزروعة من الزراعة العضوية بالشكل الذي يغطي حاجة الشعب المصري بما يقلل حدة انتشار الامراض والاوبئة الناتجة عن النظام الزراعي المتبع في مصر والذي أودي بحياة الكثير من المصريين. وأضاف أن أكثر العوامل المساعدة علي زيادة رقعة الزراعة العضوية النظيفة هو استخدام سماد الكمبوست وهو المخلفات الزراعية النباتية المكمورة تحت ظروف معينة ويزيد من خصوبة التربة سنة بعد الاخري ويرفع المستوي الغذائي للثمرة وينتج ثمارا آمنة وصالحة للاستخدام. وأشار الشال إلي أن محافظة المنوفية تزرع265 ألف فدان ذرة شامية سنويا بما يعادل5/1 مساحة الجمهورية وبالتالي فإن حجم المخلفات الزراعية تصل فيها إلي مليون و600 ألف طن سنويا وما يتم تدويره منها هو من40 60% فقط من حجم هذه المخلفات الزراعية في شكل حقن الغش بالامونيا معالجة الاحطاب باليوريا لاستخراج اعلاف غير تقليدية للماشية أو اعادة تدوير المخلفات كسماد عضوي( كمبوست) وتعد المنوفية محافظة رائدة في الاستغلال الامثل لهذه المخلفات وإجراءات الحفاظ علي البيئة بالتعاون مع الارشاد الزراعي.