يسابق الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي لسوريا الزمن لمحاولة إقناع النظام السوري , وجماعات المعارضة المسلحة, بالتوصل إلي هدنة ووقف لإطلاق النار بينهما, قبيل عيد الأضحي المبارك. وفي سبيل ذلك يطرق الابراهيمي كل الأبواب التي لها صلة مباشرة بالأزمة السورية, وسط تلميحات روسية بأنه لا يملك خطة محددة قابلة للتنفيذ بهذا الصدد. والمشكلة الحقيقية الآن تكمن في أن الساحة السورية تحولت إلي ملعب لقوي اقليمية ودولية عديدة, تدعم كل منها أحد أطراف الأزمة, وهو ما يزيد من تعقيدها ويؤدي إلي استمرار القتال دون أفق للحل. ولن ينجح الأخضر الإبراهيمي في التوصل إلي هدنة, إلا بتوافق بين الأطراف الاقليمية والدولية المتورطة في الأزمة, وبوجود تصور كامل لمرحلة ما بعد الهدنة حتي لايستغلها أحد الأطراف لتحسين موقفه علي الأرض. لقد قاربت الأزمة السورية علي الوصول إلي مرحلة اللاعودة, في ضوء اصرار كل طرف علي المضي قدما في طريقه, مدعوما بقوي اقليمية ودولية, حتي أضحت سوريا ورقة تحاول كل قوة من هذه استغلالها لمصالحها الخاصة بغض النظر عن المصلحة السورية. وفي جميع الأحوال فإن الشعب السوري هو وحده الذي يدفع الثمن, من خلال قوافل الشهداء والجرحي واللاجئين والهاربين في كل بقاع الأرض, وهو ثمن باهظ يبدو أنه سيستمر طويلا. وبدون إرادة سياسية عربية ودولية وتوافق لن يمكن التوصل إلي هذه الهدنة المستحيلة, وسيتوسع نطاق الحرب الأهلية في سوريا.