احتفي بيت الشعر بالقاهرة بيومه العالمي.. وأدار الاحتفال الشاعر الدكتورحسن طلب, وشارك فيه الشعراء احمد عبد المعطي حجازي ومحمد إبراهيم أبو سنة وصلاح اللقاني وعزت الطيري وعدد آخرمن الشعراء... في البداية قال الدكتور حسن طلب: قد يتراجع الشعراحيانا ولكنه سيظل بعدا أساسيا من حياة الروح.. لا يمكن للانسان ان يتخلي عن ذلك الفن الذي يهادي به روحه وينشد به المجهول, وينفذ به الي وما وراء ذاته يغازل الحقيقة التي تقرب منه ابدا ولكنه يظل مع ذلك يقاومها.. ويبقي الشعر.. نهر يتدفق, أمواجه تصطخب وأرواحه تتجاوب لتعلق بها الحضارة( ويستدفئ بها روح الإنسان). إن هذه الامسية حفل صغير تتجاوب أصداؤه مع محافل اخري عدة في اكثر من مكان واكثر من دولة, واحب ان اقدم لكم الآن شاعرا صاحب صوت متفرد وتجربة حقيقية عميقة وصادقة, من شعراء السبعينيات الذين ظلمهم وجودهم في الاقاليم, الشاعر صلاح النقادي. وألقي اللقاني بعضا من قصائده قبل ان يقدم طلب الشاعر عزت الطيري احد شعراء الاقاليم المجيدين أيضا من جيل السبعينيات وقدم هو الاخر بعضا من قصائده, ثم ألقي الشاعر الكبير محمد ابراهيم ابوسنة قصيدته مرثية جديدة لمالك بن الريب. واختتم الشاعر الكبير احمد عبدالمعطي حجازي الاحتفال بكلمة قال فيها: اليوم العالمي للشعر عيد له كان لمنظمة اليونسكو الفضل في ان تجعله عيدا من اعياد العالم الثقافية, وكان ذلك عام1999, كلفت المنظمة عددا من الشعراء والنقاد وأساتذة الادب في ثقافات وبلاد مختلفة بكتابة تقرير عن فن الشعر في العالم في ذلك الوقت.. وقد أنجزت تقريرا جاء فيه ان فن الشعر يتراجع خاصة في الغرب في النصف الثاني من القرن العشرين, بسبب التطورات التي حدثت بعد الحرب الثانية في التقنيات و التفكير و أدوات الاتصال, وحيث اصبحت المطالب المادية مقدمة علي مطالب الروح, و نشأ إطار فاصل بين الإنسان الفرد والجماعة, وبينه وبين اللغة, وبالتالي كان فن الشعر الخاسر الأكبر, لأنه لا يكون إلا ثقافة شاملة,وإلا لغة تخاطب ملكات الإنسان, وتستحضر مواهبه كلها, وتستعيد له ماضيه كما تستشرف مستقبله. وهذه الثقافة لم يعد لها مكان في المجتمعات الصناعية التي رفعت من شأن العقلانية الجافة... وأضاف حجازي ان اللجنة التي كلفتها اليونسكو بكتابة التقرير رأت مع ذلك أن فن الشعر في العقدين الاخيرين من القرن الماضي يبدو وكأنه قد استعاد شيئا من حيويته وقوته لأن دواوين صدرت وأسماء جديدة ظهرت وأصبحت المجلات تهتم بنشر الشعر, ومعني ذلك ان جيلا جديدا من شباب الشعراء بدأ يظهر... واقترحت اللجنة كي يستعيد الشعر كامل قوته اقامة برامج منها مثلا الاهتمام بالشعر من حيث هو غناء.. لانها رأت أن الافراط في التجارب التي جردت الشعر من غنائيته حرمت هذا الفن من جمهوره الواسع, وحولته الي مهارات لا تستطيع ان تخاطب العواطف... وقال حجازي: إن من برامج هذا العام الاحتفال بثلاثة شعراء راعت المنظمة في اختيارهم ان يمثلوا قارات وثقافات العالم وهم طاغور والتشيلي نيرودا والفرنسي من اصل افريقي ايميل سيزير.