كتب مختار شعيب: وسط علامات استفهام متزايدة,يشهد الشارع السياسي يوما بعد يوم تدشين تحالف لمجموعة من الأحزاب أو الإعلان عن بدء تأسيس أحزاب جديدة أو إطلاق مشروعات لائتلافات وتيارات سياسية, وأبرزتلك التحالفات والمشروعات الحزبية والسياسية التيار الشعبي الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي, والتيار الثالث الذي يضم عددا من الأحزاب السياسية وائتلافات لشباب الثورة, والأمة المصرية ويضم حزب الوفد وأحزابا صغيرة أخري وعددا من الشخصيات والرموز السياسية و المؤتمر المصري الذي يضم25 حزبا وحركة سياسية و يقوده عمرو موسي والخامس لأحزاب مدنية صغيرة تحت شعار الجبهة الوطنية المصرية وسادس للأحزاب والتجمعات الناصرية باسم التحالف الناصري, وسابع لليسار المصري باسم التحالف الديمقراطي الثوري, وثامن لنواب الحزب الوطني المنحل السابقين والذي أطلقوه تحت مسمي تحالف نواب الشعب, والتاسع الليبرالي بين حزبي الدستور الجديد والعدل بعد اندماجهما, برئاسة الدكتور محمد البرادعي, وحزب مصر الاجتماعي الديمقراطي للدكتور محمد أبوالغار, مع مجموعة أخري من الأحزاب, وتحالف عاشر باسم حزب الحركة الوطنية المصرية الذي أعلن المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق عن إطلاقه, وجميع هذه المشروعات السياسية تثير قلقا لا تخفيه قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة. ويقول الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي إن هذه التحالفات بدأت تنقل التساؤل من لماذا نجح حزب الأكثرية( الحرية والعدالة), واتهامه بمحاولة التكويش, إلي سؤال لماذا فشلنا نحن, ثم الأهم هو كيف ننجح. ووفق أبو الغار من الضروري الاتفاق علي أجندة القضايا التي يجب أن تنشغل بها التحالفات ومنها قضية الدستور, أما عبد الغفار شكر فيري التحالفات أمرا طبيعيا لحياة سياسية وليدة لا يجب الانزعاج منها, ورحب القيادي بحزب الدستور جورج إسحق بأي مساعي للاندماج بين الاحزاب المدنية, وأشار إلي ضرورة بناء تحالف وطني قوي; لخوض الانتخابات, عبر قائمة وطنية بمعايير محددة وعادلة, بعيدة عن المحاصصة, وتضمن تأسيس أكثر من قائمة وتحالف للقوي المدنية, مع التنسيق مع القوائم الوطنية, حتي لا يتم التنافس علي دوائر واحدة. ويري الدكتور حسن نافعة أن هذه التحالفات تواجه إشكالية التباين في توجهاتها السياسية ومنطلقاتها الفكرية والأيديولوجية, وهو ما يثير التساؤلات حول هل هي تحالفات مؤقتة أم دائمة, كذلك تظل مشكلة الزعامة والقيادة ومن سيقود ومن سيتنازل عن قيادته في ظل ثقافة أن كل فرد يري في نفسه مقومات الزعامة والكاريزما كما حدث في تجربة الانتخابات الرئاسية السابقة. أما مجدي حسين, رئيس حزب العمل الجديد فيتوقع فشل تجربة اندماج الأحزاب المدنية مستقبلا; نتيجة الخلاف الفكري والجوهري, بين الرؤي السياسية والمجتمعية لمعظمها, إضافة إلي عدم الوعي الحقيقي, بالنتائج المرجوة من فكرة الاندماج, هل هي للمنافسة السياسية, أم للعداء مع الإسلاميين. ولا تكتفي جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة بالمتابعة لكل ما يعلن من تحالفات, لكن قيادات تعمل بها أكدت أنها تعمل علي تدشين خطة عمل موسعة في مواجهة تلك التحالفات, ومنها الدفع بكوادر تحظي بالشعبية علي رأس الدوائر الكبيرة, وأن يتم إبعاد عدد كبير من نواب الجماعة الذين واجهوا انتقادات في دوائرهم واستبدال وجوه جديدة بهم بعد تدريب مكثف لهم علي التواصل الجماهيري خلال الفترة القليلة المتبقية, مع محاولة تكوين تحالفات انتخابية جديدة مع الأحزاب والقوي السياسية ذات التوجه الإسلامي.