واصلت الأحزاب المدنية مشاوراتها سعياً لتوحيد الصفوف لمواجهة التيار الإسلامى فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وتوقع سياسيون أن ترتفع نسبة الكتلة المدنية فى البرلمان القادم حال نجاح أحزابها فى تشكيل تحالف موسع والتنسيق فيما بينها. وبدأ الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، فى تشكيل حزب «جبهة الغد» بمشاركة أكثر من 10 أحزاب مدنية، أبرزها غد الثورة الذى يترأسه، والجبهة الديمقراطية برئاسة السعيد كامل، والمستقلين الجدد، والاتحاد العربى، والعدل والمساواة. وعلمت «الوطن» أن «نور» يبحث انضمام أحزاب: «العدل، والوعى، والمحافظين»، كما استقر على تسمية الحزب الجديد ب«جبهة الغد»؛ نظراً لمشاركة أكبر حزبين فى التشكيل الجديد، وهما غد الثورة، والجبهة الديمقراطية. ومن المقرر ترشيح عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق، لزعامة الحزب على أن يكون رئيسه بالانتخاب بين أعضاء الأحزاب المندمجة وهيئاتها العليا، كما يبحث نور فى اجتماع مشترك مع موسى، بحضور الدكتور حسب الله الكفراوى، وزير الإسكان الأسبق وأحد قيادات تيار الأمة المصرية، التنسيق والتحالف مع التيار فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال الكفراوى ل«الوطن» إن الاجتماع الثلاثى هو بداية لسلسلة اجتماعات تهتم بقضايا الدستور والتنمية والعدالة الاجتماعية، وأشار إلى أن الدعوة مفتوحة لكل التيارات والقوى الوطنية للانضمام للتحالف. وشدد أحمد عودة، مساعد رئيس حزب الوفد، على ضرورة إنشاء تحالف سياسى بين أكبر عدد من الأحزاب والقوى المدنية، لبناء جبهة قوية تستطيع الحفاظ على مدنية الدولة وأهداف الثورة، وأشار إلى أن تحالف الأمة الذى يضم حزب الوفد يقوم على مجموعة من المبادئ والأهداف المشتركة، وتابع: «هذا التحالف هو سياسى من الدرجة الأولى، ولكن الاتجاه على المستوى الانتخابى فى حزب الوفد هو أن يخوض الحزب الانتخابات بقوائم مستقلة». وقال صلاح حسب الله، رئيس حزب المواطن المصرى، أحد الأحزاب المشاركة فى تحالف الأمة المصرية، إنه من المقرر أن ينتهى التحالف، خلال الشهر القادم، من التوافق حول قوائم موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة. فى السياق ذاته، علمت «الوطن» أن اجتماعاً سيعقد اليوم بحضور ممثلين عن أحزاب التيار الثالث والتيار الشعبى، استكمالاً للجلسة التى عُقدت مساء الجمعة الماضية، لبحث إمكانية إنشاء تحالف مشترك لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال الدكتور عبدالحليم قنديل، أحد قيادات التيار الشعبى، إن الاجتماع يستهدف وضع برنامج ووثيقة مبادئ للتحالف الجديد، وأشار إلى أن مبادئ التحالف الجديد ستكون مضادة تماماً لأفكار الكتلة «اليمينية» الحاكمة، فى إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأوضح أن التحالف المزمع تكوينه ربما يشهد اندماج بعض أحزابه، ولفت إلى أن الاجتماع يبحث وضع مبادئ حاكمة للعلاقة بين أطرافه، فضلاً عن مناقشة صيغة بيان التأسيس المقرر إعلانه قريباً. وقال المهندس أحمد خيرى، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، أحد الأحزاب المشاركة فى الاجتماع: «إن جميع القوى السياسية متفقة على ضرورة التوحد لبناء جبهة مدنية قوية تكون قادرة على المنافسة فى الانتخابات البرلمانية، لذلك يتم الآن عدد من الاجتماعات والمباحثات بين الأحزاب المدنية من جانب والتحالفات الأخرى التى جرى تدشينها من جانب آخر، وعلى رأسها التيار الشعبى الذى يقوده حمدين صباحى». ومن وجهة النظر السياسية، قال الدكتور جمال عبدالجواد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القوى المدنية أمامها فرصة كبيرة لتحسين كتلتها البرلمانية فى مجلس الشعب القادم واستغلال انخفاض أسهم الإسلاميين فى الشارع، وتوقع أن ترتفع نسبة المقاعد الخاصة بالأحزاب والقوى المدنية فى البرلمان القادم، ولكن التحدى الذى يواجهونه هو القدرة على بناء تحالف قوى وموسع أو التنسيق بشكلٍ فعّال حتى لا يحدث تفتيت للأصوات. وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تحالف القوى المدنية بات ضرورة من أجل منافسة التيار الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأضاف: «يجب على القوى المدنية أن تسعى لعمل تحالف انتخابى كامل ومنظم لمواجهة الإسلاميين، أو على الأقل عمل تنسيق انتخابى بين الأحزاب ذات الطابع المدنى لإخلاء الدوائر لمرشحين مستقلين ذوى ثقل وحتى لا تتصارع القوائم المدنية فى الدوائر ذاتها». وقال الشوبكى: «إن رفض الأحزاب للتحالف مع الحرية والعدالة، باعتباره الحزب الحاكم، لن يخدم الكتلة المدنية إذا لم تشكل تحالفاً انتخابياً قوياً يحقق حشداً للقوى المدنية»، وأشار إلى حصول حزب الإخوان على 4 أضعاف المقاعد التى حصل عليها الوفد -أكبر الأحزاب المدنية- فى الانتخابات البرلمانية السابقة.