جاءت أزمة الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم, وتكرار المحاولات الغربية للإساءة للإسلام في العديد من وسائل الإعلام, لتفرض المزيد من التحديات علي المراكز الإسلامية والبعثات الأزهرية في الدول الغربية, ودورها في تبني خطاب إسلامي جديد يصحح تلك الصورة الخاطئة عن الإسلام والمسلمين لدي الغرب, لأن الأمل بات معلقا علي المراكز الإسلامية والبعثات الأزهرية بالدول الغربية في تصحيح صورة الإسلام لدي الغرب, فقد اهتمت وسائل الإعلام الغربية بردود أفعال تلك المراكز والبعثات الإسلامية حول الفيلم المسيء وسبل التواصل بين وسائل الإعلام الغربية ودعاة الدين الإسلامي في أوروبا وكان من ابرز ما تناولته صحيفةLaLibreBelgique البلجيكية واسعة الانتشار في هذا الشأن, والتي أجرت حوارا مطولا مع الشيخ عبد الهادي سويف ممثل الأزهر الشريف ببلجيكا وإمام المركز الإسلامي ببروكسل بعنوان: يجب التحقيق في ازدراء الأديان قضائيا وردا علي سؤال حول تفسيره للغضب الذي اجتاح العالم الإسلامي, أكد الشيخ عبد الهادي أن الإسلام يرفض كافة أشكال و أنماط ازدراء كافة الأديان, لذلك فمن الطبيعي أن تسيطر علي المسلمين مشاعر الغضب عندما يتعلق الأمر بازدراء أي دين, فقد سبق و أن نزل المسلمون إلي الشوارع للتعبير عن غضبهم إثر بث فيلم يسئ للمسيح عليه السلام. وردا علي سؤال حول تحول رد الفعل الاسلامي والغضب الي أحداث عنف أكد الشيخ عبد الهادي أن من ضلعوا بعمليات العنف هم أقلية متطرفة, وان جميع المجتمعات والديانات بها أقلية متطرفة, و لكن السواد الأعظم قد عبر عن غضبه بشكل سلمي و حليم وعاقل, فهذا حقهم فالإسلام يحرم جميع أشكال العنف و الاعتداء علي الممتلكات العامة و الخاصة و يجرم من يرتكبون مثل تلك الأفعال, فهناك قانون في مصر يسمح بمعاقبة من يزدري ليس فقط الإسلام ولكن أيضا كافة الديانات. وقال إن الإسلام يدعو إلي ضبط النفس و الحلم و الحكمة في الرد علي الاعتداء بحق شخص و لكن يسمح بالغضب العاقل الحليم السلمي عندما يتعلق هذا الاعتداء بالديانات أو الرسول و الأنبياء, فالإسلام لا يأمر بارتكاب مثل هذه الأفعال بل يأمر بحسن التعامل مع الآخر و حسن الحوار. وردا علي سؤال حول هل المسلمين اقل تسامحا تجاه دينهم من الغرب ؟ فعندما يشهد الغرب ازدراء لدينه لا نري هذه الحشود التي رأيناها في الشرق؟ اكد أن الأمر لا يتعلق بالتسامح من عدمه ولكن يتعلق بأمر هام للغاية وهو أن الأديان و الرسول والأنبياء جميعا خط أحمر بالنسبة لنا ولكن ينظر في الغرب لهذه القضايا علي أنها تأتي في إطار حرية التعبير هذا بالإضافة إلي أننا نري عندنا في الشرق الأوسط أن هذا يمثل إهانة فالأزهر يحترم حرية التعبير والإسلام هو دين الحرية و يدعو إلي احترام جميع أنماط الحريات مثل حرية التعبير و حرية الاعتقاد و لكن يجب أن يكون هناك إطار عام فحرية الفرد تنتهي عند بداية حرية الآخر, معتبرا أن ازدراء رمز الإسلام يشكل اهانة للمجتمع الإسلامي كافة وأخيرا وردا علي سؤال حول مطالبة الأزهر بقرار دولي يجرم ازدراء رموز الأديان في العالم, فهل سيعمل ذلك علي وقف إنهاء ازدراء الرموز الدينية؟, بادر الشيخ عبد الهادي بالتأكيد علي أن مثل هذا القانون يسمح بمعاقبة من يزدري الأديان و لذلك فإن الأزهر يقترح أيضا إقامة محكمة دولية يمثل أمامها مرتكبو مثل هذه الافعال التي تهدد السلام الدولي و لذلك فإن الأزهر يعد مشروع قانون بالتشاور مع المؤسسات الدينية الأخري لرفعه للأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي, وهو الأمر الذي أثاره الرئيس محمد مرسي خلال زيارته لبروكسل منتصف الشهر الماضي, فهذه الفكرة كانت قائمة في الماضي و لكن مع تعدد حالات ازدراء الأديان خلال السنوات الأخيرة, فقد أضحي هذا الأمر ضرورة, فيجب علي مسئولي المجتمع الدولي أن يدعموا هذا المشروع الذي سيعمل من شأنه علي إقامة السلام و الأمن الدوليين.