أ.ش.أ: دعا إمام المركز الإسلامي والثقافي في بروكسل "سويف عبد الهادي" إلى إنشاء محكمة دولية دينية لملاحقة من يسيء إلى الأديان. و قال"عبد الهادي"في حوار أجرته معه صحيفة "لا ليبر بلجيك"فى عددها الصادر اليوم ان فكرة إنشاء هذه المحكمة أصبحت ملحة وضرورية و ذلك على خلفية موجة الغضب العارمة التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في أعقاب نشر مقاطع من الفيلم الأمريكي المعادى للإسلام والنبي محمد.
وردا على سؤال حول تفسيره لأسباب هذا الغضب الواسع،قال عبد الهادي "الإسلام يرفض كل هجوم ينال من معتقدات المسلمين الدينية او ينال من الأديان الأخرى "لافتا إلى انه كلما كان هناك إهانة لدين ما، أيا كان هذا الدين، فمن الطبيعي أن يغضب المسلمون "في إشارة صريحة إلى الاحتجاجات الواسعة التي خرجت إلى الشوارع عند عرض فيلم كان يتعرض للمسيح عليه السلام.
وعن الدوافع وراء تحول الغضب إلى أعمال عنف،أشار إلى أن مثل هذه الأعمال كانت قاصرة على أقليات متطرفة ولكن الجزء الأعظم من الغاضبين عبروا عن استيائهم بصورة سلمية وعقلانية و هذا حقهم،مشددا على أن الإسلام ينبذ كل أشكال العنف،سواء كانت هجمات ضد أشخاص أو ضد ممتلكات عامة أو خاصة ،علاوة على انه يجرم مرتكبيها.
وأضاف قائلا "يوجد في مصر قانون يسمح بملاحقة الأشخاص الذين يسيئون إلى الإسلام والى كل الديانات الأخرى".
وحول التباين فى المواقف بين الشرق والغرب إزاء مسألة الأديان أوضح ان التعرض للأديان والأنبياء هو من المحرمات بالنسبة للمسلمين والعرب حيث يعتبرون مثل هذه التصرفات بمثابة اهانة موجهة اليهم فيما ينظر الغرب إلى إن عدم احترام الأديان يندرج ضمن حرية التعبير.
وشدد "عبد الهادي"- 43 عاما - والذي وصفته الصحيفة بالرجل الحكيم الذي يمثل الأزهر كأعرق جامعة تم تأسيسها في القرن العاشر في القاهرة وكأكثر المؤسسات الدينية تأثيرا في العالم الإسلامي، على أن الأزهر يحترم حرية التعبير وعلى أن الإسلام يدعو الى احترام جميع الحريات و الى احترام حرية العقيدة.
وأضاف أن الإسلام يعتبر أن حرية الفرد تنتهي من حيث تبدأ حرية الأخريين ولفت الى ان هناك شعور جماعي بالمهانة نتيجة الإساءات المتكررة لدينهم انطلاقا من الثقافة الإسلامية التي هى في الأصل المحرك لكل ردود أفعال المسلمين.
وفيما يتعلق بمطلب الأزهر الشريف بقرار دولى يجرم الهجمات المتكررة على رموز الديانات الرئيسية في العالم و عما اذا كان مثل هذا القرار سيساهم فى وقف انتهاكات الرموز الدينية، أجاب ممثل الأزهر في بروكسل أن هذا من شأنه معاقبة من ينتهكون الأديان.
وأضاف فى سياق متصل أن الأزهر يقترح أيضا تأسيس محكمة دولية تتولى محاكمة المسئولين عن مثل هذه الأعمال التي تهدد السلام العالمي و قال "أن الأزهر بصدد الإعداد لمشروع قانون بالتنسيق مع مؤسسات الأديان الأخرى على أن يتم تقديمه للأمم المتحدة وللاتحاد الأوروبي، وأن الرئيس المصري "محمد مرسى" قد تطرق إلى هذا الأمر خلال زيارته في منتصف سبتمبر الماضي إلى بروكسل، وان هذه الفكرة ذاتها قد سبق وان تم طرحها في الماضي ولكن توالى الهجمات على الإسلام وتعددها تحتم تنفيذ هذا المشروع ومن ثم يتعين على مسئولي الأسرة الدولية تأيدها، وإلا سيكون من المستحيل إحلال السلام والصفاء الدوليين. مواد متعلقة: 1. الآف الباكستانين يجددون احتجاجاتهم ضد الفيلم المسيء للإسلام 2. منع عرض الفيلم المسيء في النمسا 3. «الطحاوي» تربح معركة الإعلان المسيء