تشارك مصر بوفد رفيع المستوي في احتفالات أوغندا بالذكري الخمسين للتحرير والاستقلال يوم الثلاثاء المقبل, ومن المقرر أن يزور الرئيس محمد مرسي كمبالا للمشاركة في هذه المناسبة وتقديم التهنئة للرئيس الاوغندي يوري موسيفيني الذي اعلن أنه سيهدي احتفاله بالعيد ال50 لبلاده لمصر لدورها الرئيسي والمحوري في استقلال بلاده. وستبدأ الاحتفالات الرسمية والشعبية بالعاصمة كمبالا بالعرض العسكري ومهرجان الفنون الشعبية الذي تمثل مصر فيه فرقة النوبة للفنون الشعبية وتنطلق الاحتفالات إلي إقليم كوسوروا لإحياء ذكري محرر أوغندا من الاستعمار البريطاني جون كيلي الذي قاد حركة تحرير بلاده من مصر التي ترتبط بعلاقات تاريخية قديمة ومميزة مع المملكة الاوغندية منذ عام1890 حيث كان لمصر سفارة وكان أمين باشا الوالي المصري علي أوغندا. وكان الملك فاروق ملكا لمصر والسودان وأميرا للنوبة وزيلع ومطوع ودواخلها( أوغندا) وإثيوبيا وعلي مدي التاريخ لم تنقطع علاقات مصر الرسمية والشعبية مع أوغندا وبالعديد من الدول الأفريقية التي احتضنت حركات تحريرها مصر وانطلقت من بيت أفريقيا بالزمالك الذي تحول إلي مقرا للجمعية الأفريقية التي تأسست في الخمسينيات ويقول الدكتور محمد عبد الغفار المفوض العام للمجلس الاقتصادي الافريقي ان العلاقات المصرية الاوغندية ممتدة من العصر الفرعوني حيث كانت الملكة كليوباترا تأتي بالبخور ومستحضرات التجميل والتحنيط من أوغندا والصومال ويشير إلي الدور الكبير الذي قامت به ثورة يوليو واحتضان الرئيس عبد الناصر زعماء حركات التحرر الوطني الإفريقي بالقاهرة وفي مقدمتهم حركة التحرر الوطني الاوغندية بقيادة الراحل جون كيلي الذي ولد في عام1930 وتوفي في عام1960 بعد30 عاما من النضال والكفاح الوطني لتحرير بلاده من الاستعمار وقيادة الحركة الطلابية بجامعة نكريري الاوغندية وانتخابه نائبا لرئيس اتحاد الطلاب العالمي في مؤتمره الذي عقد بفينا وأمام مواقفه المناهضة للاستعمار الممتد من عام1870 الي1961تم سحب جواز سفره ومنعت قوات الاحتلال عودته الي بلاده وينجح في الاتصال بمؤسس الجمعية الأفريقية في الخمسينيات عبد العزيز إسحاق التي كانت بمثابة صالون ثقافي يجمع المهتمون بالشئون الأفريقية وتحولها ثورة يوليو إلي رابطة افريقية برئاسة السيد محمد فائق الذي لعب دورا كبيرا في دعم حركات التحرر الوطني الأفريقية. وتصل أخبار جون كيلي إلي عبد الناصر الذي عمل علي حضوره لمصر الثورة بعد هروبه من بلاده سيرا علي الأقدام إلي جنوب السودان واستقلاله طائرة مصرية خاصة للقاهرة وتأسيسه حركة تحرير أوغندا بمقر الجمعية الأفريقية بالزمالك في عام1957 ومع إعجاب الرئيس ناصر بنضاله لتحرير الدول الإفريقية رشحه لأن يكون متحدثا لحركات التحرر الإفريقي في مؤتمرات الأممالمتحدة عام1958 وممثلا لدولة أوغندا بمنظمة التضامن الافرو أسيوي وفي مؤتمرات حركة عدم الانحياز وأطلق العديد من الخطابات الوطنية لبلاده المناهضة للاستعمار البريطاني من مقر الإذاعة المصرية بشارع شريفين إلي ان يتم الجلاء عن بلاده في أكتوبر عام1961 وتشاء الأقدار أن يتم اغتياله في أغسطس قبيل شهرين من تحقيق حلمه في تحرير بلاده. ويسير علي دربه العديد من قادة حركات التحرير الأفريقية و في مقدمتهم نيلسون مانديلا الذي أسس أول مكتب لتحرير جنوب أفريقيا بالقاهرة عام1961 وكومبو اودنجا رئيس حركة تحرير كينيا وفيلكس مومية مؤسس حركة تحرير الكاميرون لتنطلق أكثر من40 حركة تحرر افريقية من البيت الأفريقي بالزمالك ولم تتوقف حركة التحرير باغتيال جون كيلي وحمل الراية الرئيس الاوغندي موسيفيني بعد نجاحه في إسقاط نظام عيدي أمين عام1986