لا يمكن حصر تاريخ الفنان أحمد رمزي في فتحة قميصه واستعراض قوامه, فهو واحد من صناع البهجة في السينما وفي نفوس الناس, كان محبا للحياة, علي الشاشة وعلي ارض الواقع, مفعما بحيوية وشقاوة الشباب التلقائي الراقي, تجده صعلوكا أحيانا, وبرنس أحيانا اخري, لأدائه بريق خاص, أحببنا بساطته كما في( ابن حميدو), نشاهده عشرات المرات, ولا نستشعر الملل أبدا, في أدائه الرائع للشخصية المركبة في فيلم( ثرثرة فوق النيل), الذي يعد واحدا من اهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية, يعكس حالة تغييب الوعي لدي الشعب أبان نكسة67, بين هذين الفيلمين عشرات الأفلام, التي أمتعنا بها. رغم الابتسامة التي لم تغب يوما عن ملامحه, كانت حياته مليئة بالمنحنيات والمنعطفات, كما في حياة كل منا, لكنه لا يستشعرك بمعاناته أبدا, ابتعد رمزي عن السينما وهو في أوج عطائه, ليس بسبب ظهور وجوه جديدة أخذت مكانه كما يشيع البعض, فليس هناك فنان يستطيع ان يعوض غياب فنان آخر, ولكن لانه شعر بالخوف, وإذا تمكن الخوف من الإنسان في عمله, فإما ان يكون منافقا أو كاذبا, هذه هي قناعاته, وذلك عندما سعت المخابرات في الستينيات لتجنيد الفنانين, باستغلال شهرتهم وتقربهم من جميع شرائح المجتمع, رأي وأحس رمزي بالضغوط علي نفسه وعلي المقربين اليه, منهم سعاد حسني التي لم يشك ان يكون تم تجنيدها خوفا ورعبا وتهديدا, فآثر الانسحاب. زاد من عزلة رمزي, الضربات الموجعة التي تعرضت له تجارته, وكانت عودته للتمثيل في( وجه القمر) و(حنان وحنين) محاولة من فاتن حمامة وعمر الشريف, لمساندته في أزمته المالية, بشكل كريم ليظل علي شموخه واعتزازه بنفسه, وعاد ثانيا لمنفاه الاختياري, بعيدا عن العاصمة, تناساه السينمائيون, وتجاهله المسئولون, وكالعادة, كثرت الثرثرة ولمعت الأضواء, ولكن بعد الرحيل, فعاش بعيدا ومات وحيدا. المزيد من أعمدة سمير شحاته