سعدت بسماع خطبة الجمعة الفائتة والتي ألقاها أحد الدعاة المستنيرين, والتي تناولت المكانة العظيمة والدرجة الرفيعة التي حظي بها الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام والميزة الخاصة التي خصه بها رب العالمين عن سائر الأنبياء والمرسلين. فكانت سنته سبحانه وتعالي في رسله السابقين أن يدفعوا هم بأنفسهم وبألسنتهم الأكاذيب والافتراءات والإساءات التي وجهها أقوامهم إليهم, وفي القرآن المجيد نجد الرد بالفعل قال.. قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين( هود 33,32). ولكن الله سبحانه وتعالي تكفل بالرد والتفنيد لكل ما ساقه كفار مكة واليهود من أكاذيب وافتراءات وأقاويل بحق الرسول ودعوته للتوحيد, وجاءت الآيات الكريمة في هذا الصدد بفعل الأمر قل.. قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي إنما إلهكم إله واحد (الكهف 110). وقال الله لرسوله الكريم: دع هؤلاء المكذبين لي وأنا كفيل بالرد عليهم بالحجة الدامغة.. وليكون هذا الرد وهو الحق المبين, قرآنا يتلي إلي يوم الدين فيه عبرة للمكذبين وفتحا ونصرا لنبيه الكريم لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر علي ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا.. (المدثر 11,10,9). والله سبحانه وتعالي يعلم وهو علام الغيوب أن رسوله و المؤمنين سينالهم من الأذي الكثير في أثناء الدعوة في حياة نبيه وبعد مماته.. لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتو الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كبيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور (آل عمران 186). وهذه الآية الكريمة بها من الإعجاز البلاغي ما يؤكد وقوع ذلك في حاضرهم ومستقبلهم, فلام القسم سبقت الفعل المضارع والذي انتهي بالنون المشددة الثقيلة, بمعني أن هذا الابتلاء والأذي لن ينقطع إلي يوم الدين.. وفي القرآن الكريم المنهج الذي ينبغي علي المسلمين اتباعه عند كل ابتلاء وأذي, وهو التحلي بالصبر والتقوي والامتثال بأخلاق الرسول وهي التسامح والتسامي عن الصغائر والحوار بالحسني والموعظة الحسنة.. فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم (آل عمران 159). إبراهيم عبدالموجود الدقي جيزة