البحيرة تامر عبدالرؤوف: خان القسم الذي حلف عليه بالسهر والحماية علي أمن المواطنين, وخلع عن جسده البدلة البيضاء لأمين الشرطة, وإرتدي ثوبا حاكه الشيطان له, لم يرتدع من سوء خاتمة المجرمين الذين شاهدهم كثيرا خلال عملة, وظن أنه بدهائه لن يترك أثرا لجريمته, فتمادي في ظلمة وطغيانه ولما ضاقت ظروفة المالية, تسلل إلي منزل جارته الممرضة والتي تربطه بأسرتها علاقة نسب ومصاهرة, وما أن فتحت الباب له حتي عاجلها باللكمات ثم أحضر سكين المطبخ وقام بذبحها وإستولي علي مصوغاتها الذهبية, وبعد أن فرغ من جريمته نزل من الشقة المجني عليها ليجلس مع زوجها في محل البقالة كأن شئيا لم يكن. كان أهالي قرية كفرالشيخ مخلوف بإيتاي البارود, قد خرجوا من منازلهم يوم الثلاثاء الماضي يهرولون علي صوت صراخ النسوة حول منزل عماد عبدالحميد شلبي الموظف بالسكة الحديد, ليكتشفوا مقتل زوجتة منال إبراهيم عوض(38 سنة), ومن وقتها وهم يعيشون حالة من الحزن والغم بسبب بشاعة الجريمة التي لم تشهدها قريتهم الهادئة والمسالمة, وأكثر ما يؤلمهم أن المجني عليها كانت ملاكا للرحمة, تعمل ممرضة في الوحدة الصحية بقرية الحوتة التي تبعد حوالي كيلو ونصف عن قريتهم, والتي طالما لجأوا إليها حتي تعطي أطفالهم الحقن, رافضة أن تأخذ مقابل من أحد, كان يكفيها أن تري إبتسامه أطفال القرية وتحنو عليهم وتوصي أمهاتهم برعايتهم وأخذ العلاج بإنتظام, وتري في ذلك عوضا عن عاطفة الأمومة التي حرمت منها بسبب عدم إنجابها للأطفال وتقدمت السن بها. إختار الشيطان لأمين الشرطة اليوم المشؤم, ليرتكب فيه جريمته, حيث أغلق عماد محل البقالة الخاص به والكائن بالدور الأرضي بذات المسكن, و صعد إلي شقته ليبحث عن زوجته, ليكتشف انقطاع التيار الكهربائي عن شقته, وما دخل غرفة النوم حتي عثر علي جثة زوجتة وسط بركة من الدماء, وأثار الطعنات تملأ جسدها وبجوار الجثة عدد2 سكين وشوكة عليها أثار للدماء. ورغم التمثيل الرائع لأمين الشرطة القاتل محمد مفرح شلبي(25 سنة) بمحاولته مساعدة أسرة المجني عليها في العثور علي الجانئ, إلا أن شكوك فريق البحث الذي قادة العميد محمد الخليصي مدير المباحث, والعميد محمد خريصة رئيس المباحث, وبإشراف اللواء ممدوح حسن مدير الأمن قد تركزت حوله لكونه آخر من شوهد في مسرح الجريمة. وأمام الرائد هاني فرحات رئيس مباحث مركز إيتاي البارود, أدلي المتهم بإعترافاتة التفصيلية عن كيفية إرتكابة للجريمة, وقال أنه كان يعاني ضائقة مالية شديدة, ونظرا لمعرفتة بأسرة المجني عليها وإرتباطة بعلاقة نسب ومصاهرة بها, كان دام التردد علي المنزل, وإدعي أثناء جلوسة في المحل برفقة زوجها أنه يعاني إسهالا شديدا وأنه يرغب في تناول كوب من المياه, وما إن إنشغل الزوج مع زبائنه في المحل حتي وجد الفرصة السانحة ليتسلل إلي الشقة في الطابق الثاني, ويصعد السلم, ظنا منه بعدم تواجد أحد بالشقة, وعندما فوجئ بوجود المجني عليها وأحس بأن أمرة سيفضح, أخبرها بأنه جاء يطلب كوبا من الماء, ثم عاجلها بلكمات قوية في الوجهه أسقطتها أرضا, أفقدتها الوعي لثوان وسارع بالذهاب إلي المطبخ وأحضر عدد2 سكينتين وشوكة ليكتشف بأن المجني عليها قد إستعادت وعيها فإنهال علي عليها بالطعنات حتي لفظت أنفاسها الأخيرة, غير أنه أصيب بجرح سطحي في إصبعة أثناء مقاومتها له, ولما تأكد أنها فارقت الحياة نزع قرطها الذهبي من أذنيها, وخلع دبلة زواجها من إصبعها وبحث في الدولاب حتي عثر علي الشنطة الخاصة بالمجني عليها, وإستولي علي مصوغاتها الذهبية, ومبلغ مالي وعقب ذلك قام بفصل التيار الكهربي عن الشقة, بإنزال مفتاح الأتوماتيك ثم نزل إلي الطابق الأرضي. ودلف إلي الحمام المرفق بالمحل ونظف ملابسة ووجهه من أثار الدماء, وجلس مع زوجها يشكو له سوء حالتة الصحية بسبب الإسهال الحاد الذي يعاني منه وكيف أنه قام بغسل وجهه ورأسة بالماء أكثر من مرة حتي يستعيد نشاطة, ويتخلص من العرق الذي يتصبب من جسدة بسبب المرض دون جدوي, ثم إستاذن في الإنصراف للذهاب برفقة نجل شقيقة محمد نزيه(11 عاما) إلي الصيدلية المجاورة لأخذ حقنة. وعقب إكتشاف زوج المجني عليها للجريمة وصراخ النسوة تجمع أهالي القرية كعادتهم لإستطلاع الأمر, فصعد الجاني إلي مكان الجريمة مسرعا ونظر أسفل سرير غرفة النوم وأمسك بسكين الجريمة وهو يرفع صوتة بين الحاضرين أنا لقيت السكين وذلك في محاولة لإخفاء حقيقية وجود بصمات أصابعة علي السكين. وبعد إبلاغ مركز الشرطة بالجريمة, وحضور رجال المباحث إنسحب القاتل من مسرح الجريمة في هدوء, وإرتدي ملابسة ليسافر إلي القاهرة حيث مقر عملة بقسم السيدة زينب والذي سبق أن تم نقلة منه بسبب سوء سلوكة, وبعد يومين من الواقعة قام بمساعدة بعض أصداقائة ببيع جزء من المصوغات التي كان يخفيها في حفر بالأرض خلف حظيرة الماشية الملحقة منزلة. وعلي الرغم من إنكاره المستمر ورفضه لما توصلت إلية تحريات المباحث, ظل أمين الشرطة المتهم يمارس دورة الفاشل في جريمة أكدت كل خيوطها أنه الجاني, حتي واجهه رجال المباحث بأقوال نجل شقيقة الطفل والذي إصطبحة إلي الصيدلة ثم عاد في منتصف الطريق طالبا منه ألا يخبر أحدا بأنه لم يأخذ حقنة في الصيدلية, وبأقوال صاحب محل المصوغات بالقاهرة والذي باع إلية دبلة المجني عليها, إنهار المتهم وأعترف تفصيليا بجريمته. وبصوت واهن يقول محمود إبراهيم عوض(50 سنة- موظف بشركة الكهرباء) شقيق المجني عليها, وهو يحبس دموعه: والله لو قتلت شقيقتي بطلق ناري خلال مشاجرة إلي غير ذلك لما تأججت النار في قلوبنا, ولقلنا أنه لم يقصد..ولو حضر المتهم إلي بيتي وقال لي لقد مررت بضائقة مالية وإمتدت يدي إلي مصوغات شقيقتك لسامحته, لكن أن يصل الأمر إلي القتل بهذه الطريقة البشعة, فلن تنطفئ نار الغضب في صدورنا حتي يلقي القصاص العادل.. والدم بالدم.