كتب محمود موسي: مع مرور الأيام والسنين يتأكد أن النجم الراحل أحمد زكي كان علي حق عندما وهب نفسه وجهده وصحته وماله من أجل تقديم الفيلمين الوطنيين ناصر56وايام السادات. فلولا أنه قدمهما بكل حيادية وموضوعية لكانت الأجيال الشابة ستتخبط وسط أكوام من الأوراق التي تدافع أو تنتقد الزعيمين الوطنيين. ما دفعني للكتابة عن الفيلمين اليوم أنني حين سألت شابا في أواخر العشرين عن الصورة التي تلتصق في ذهنة عن الزعيمين ونحن علي بعد أيام من حلول ذكراهما عبد الناصر تحل ذكراه بعد غد السبت والسادات تحل ذكراه يوم السادس من أكتوبر أجابني الشاب العشريني بكل صدق قائلا: إنني وجيلي الذي يتراوح عمره ما بين20 و30 لم نعرفهما سوي من فليمه ناصر56 وأيام السادات, تلك الإجابه جعلتني أتذكر ما شهدته بنفسي واحتفظ بما يثبته, وذلك عندما كان صديقي النجم الراحل أحمد زكي قد اقترب من وداعنا في هذه الدنيا في صباح أحد الأيام اتصل بي الفنان التشكيلي سمير عبد المنعم إبن خال أحمد زكي, والذي كان يرافقة طوال رحله مرضه وقال لي الأستاذ يريدك فذهبت إلي مستشفي دار الفؤاد وجلست يومها معه ساعات طويلة, وأثناء وجودي معه طلب من سمير أن يعطيني بعض الرسائل التي جاءت له من محبيه شبابا وكبارا, وطلب مني قراءة رسالة بالتحديد وقرأتها وكلما انتهيت منها يطلب مني إعادة القراءة نحو3 مرات ويومها طلب مني نشر الرساله في الاهرام وقد فعلت ونشرتها قبل7 اعوام, والرسالة كانت من فتاة عمره- وقتها20 عاما- ومما جاء فيها الأستاذ أحمد زكي: إنني وجيلي لم نعاصر زعماء مصر السابقين ولم نعرف الكثير عنهم, ولكن ببراعتك الشديدة جعلتنا نعرفهم بل ونحبهم وأكثر من ذلك إنني شعرت وكأنني عاصرتهم يومها أتذكر أنني كلما كنت اقرأ هذه العبارة الاخيرة كنت اشعر أن أحمد زكي في حالة انتصار ورضا وسعادة وبهجه رغم ما به من آلام قاسية, فهو حقق ما أراد فهو عندما قدم ناصر والسادات, حين راهن علي الأجيال الشابة وعلي كل الذين لم يعاصروا أمجاد الزعماء فهو أراد ونجح في أن يقول عن الزعيمين الوطنيين كلمة حق وحب وقد فعل. ما نريد التأكيد عليه كل حين أن أحمد زكي بالفعل كان يملك مشروعا فنيا وطنيا, فقد كان يطمح لتقديم شخصيات عدد من الرموز الوطنية وهو رحمه الله كان يقول:أنا ابن الثورة سعدت لانتصاراتها وتجرعت مرارة هزائمها والبعض هاجموني, ولكن ما أسعدني أثناء عرض فيلم ناصر56 أن هناك شخصية كبيرة وقريبة من الرئيس عبد الناصر كتب لي رسالة تقول: دخلت فيلم ناصر56 وأنا غير مقتنع وخرجت وأنا مقتنع ويكمل: هذه الجملة أسعدتني كثيرا, وبالنسبة للسادات فهو بطل الحرب والسلام ولانستطيع أن ننسي أمجاده وإنجازاته والحمد لله نجحنا في إظهار الحقائق للأجيال بعيدا عن المهاترات السياسية. واليوم ونحن نستهلم الحكمة من ناصر56 وأيام السادات نحن في حاجة شديدة أكثر لأن يلتف الشعب المصري كله حوله بعضه البعض بعيدا عن ألفاظ التخوين والسب والاتهامات لمن كان مع نظام لم يعد أونظام حالي, علينا جميعا أن نقول ونؤكد لبعضنا أننا جميعا مصريون نخطئ ونصيب في الانحياز لفكرأو أشخاص ولكن المؤكد أننا جميعا أبناء مصر نريد أن نكون بلدا عظيما, وهذا لن يتحقق إلا بالتصالح والوحدة وأن نكون يدا واحدة في مواجهة من لا يريدون صالح هذا الشعب والوطن ومن هنا يصبح احترام الرموز ضرورة وطنية.