"مشكاة نور في الهداية سرمدٍ .. فيض من الرحمات من رب علي" الهادى البشير بعثه ربه رحمة للعالمين، هو الحبيب الذى ترجى شفاعته عند الصراط إذا ما زلّت القدم. فبينما ظل أعداء الإسلام يتمادون في أفعالهم الدنيئة، بدءا من تجرأ الرسام الدنماركي برسومه القذرة ومرورا بالقس الأميركي المتطرف الذي أحرق القرآن الكريم، وانتهاء بالفيلم المشين والرسوم المسيئة، وجب علي كل مسلم يؤمن بالله ربا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا نصرته صلي الله عليه وسلم، ويجب أن تكون قضية الدفاع عنه هي الشغل الشاغل للأمة الإسلامية التى شهدت انتفاضة واسعة لرفضها الفيلم المسىء وسعيا نحو نصرة النبى الكريم والدفاع عنه. وأرى أن النصرة الحقيقية لرسول الله تكمن فى التعبير عن الحب له صلى الله عليه وسلم وما يتبعه من مشاعر وأحاسيس تبين لنا ولغيرنا مدى ما تحمله القلوب له من حب وينبغى أن ترجم هذا الحب إلى أعمال توضح للغرب عظمة وسماحة الرسول الذى يسكن حبه القلوب ويتمنى الجميع أن يحشر معه فى الجنة. والواقع يقول أننا لا يمكن أبداً أن نرضى بالإساءة إلى خير خلق الله، ولكن هذا غير كاف للتعبير عن مدى حبنا للحبيب ومن باب أولى ألا نترك أخلاقه وأفعاله بل نتخلق بها ونلتزم بأوامره ونواهيه ونصائحه وننشر قيمه وسنته ونحترم صحابته الكرام وأهل بيته الطاهرين ونسير على هديه ونهجه. ونحن لا نستطيع تحقيق الدفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم بالصورة المرجوة إلا بمعرفة سيرة الرسول الكريم في المقام الأول, وبتعريف الآخر به أيضا, وكيف كان صلى الله عليه وسلم محبا للخلق متواضعا لأصحابه وكان يحثهم علي الصلاح والتقوي وينهاهم عن الفساد والعدوان والظلم والبغي, وكيف أنه كان رحيما فوصفه الله تعالي بصفتين من أسمائه فى قوله تعالي: "بالمؤمنين رءوف رحيم"، وبذلك فإن التمسك بسنته هى تقديم النموذج الإسلامي في أفضل صوره بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن.