علينا نحن المصريين أن ننشغل بالنصرة الحقيقية لرسول الله صلي الله عليه وسلم بدلا من هذا الغضب الهادر المندفع الذي يضر أكثر بكثير مما ينفع, علينا أن ننصره صلي الله عليه وسلم بأن نقتدي به حقيقة لا أقوالا, ممارسة لا شعارات, فمن غير المعقول أو المفهوم أن يخرج متظاهر من مظاهرة لنصرة النبي الأعظم ليرتكب من الممارسات والمعاملات ما يسيء للنبي بأكثر مما تفعل أي رسوم أو أفلام مسيئة!!, وعلينا أن ندرك أننا نحن المسلمين نسيء للنبي أكثر من أي رسوم أو أفلام, حينما نسير في الطريق المعاكس فنتسبب في كوارث مرورية, ونسيء للرسول الأعظم أكثر من أي رسوم أو أفلام, حينما نكذب في معاملاتنا أو تجارتنا أو حين نمارسها في السوق السوداء مستغلين حاجات الناس, ونسيء إليه حينما نهمل في عملنا أو نقصر فيه أو نغش أو نرتشي, وحين نترك مرضا كالفيروسات الكبدية ينهش أكباد ربع المصريين بسبب اهمال عيادات الأسنان والجراحة والختان, وعندما يترك المعلم مدرسته ليقيم مدرسة خصوصية في بيته لا يتعلم فيها أبناؤنا ولا يتربون. ونصرة النبي يا مسلمين تكون بمعاملاتنا وأخلاقنا وقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا التي أورثها فينا نبي الرحمة, وتكاد تصبح أثرا بعد عين, ونصرته لا تكون بالاعتداء علي السفارات أو الأجانب الذين لا ذنب لهم, فهؤلاء شعوب مسالمة في معظمهم ويحترمون جميع الأديان ويجلون رموزها, فقط علينا أن نهدأ لندرك حجم المخطط, ونتوحد مع أشقاء الوطن والمصير من اخواننا المسيحيين الذين هم مستهدفون مثلنا تماما, ولندرك جميعا أن هذا الوطن هو أرض المولد وثري الممات لنا جميعا, وسيذهب المسيئون إلي الأديان إلي مزبلة التاريخ, ويبقي محمد وعيسي وموسي والديانات الثلاث في هذه الأرض الطيبة الي يوم الدين. د.أحمد الجيوشي