كتب:حمدي السكوت في لقاء رئيس الجمهورية مع المثقفين والفنانين أثيرت موضوعات كثيرة دفعتني إلي طلب الكلمة من الكاتب الكبير الأستاذ محمد سلماوي الذي كان يدير الحوار. لكن تزاحم المتحدثين والمتحدثات, وتشعب المداخلات حال دون ذلك. وكان التعليق الذي أردته يدور حول حرية الإبداع' الفني والأدبي', وهما وجهان لعملة واحدة, بالنسبة لما سأتناوله في هذاالسياق, فالاتهام الذي وجه للممثلة إلهام شاهين بسوء السلوك يقوم علي نفس الأساس الذي جعل من نجيب محفوظ ملحدا, والاتهام في الحالتين يخلط بين شخصية نجيب محفوظ الكاتب والإنسان وبين شخصية من الشخصيات التي أبدعها قلمه, والتي تربو علي المئات, وربما الألوف, من بينها- علي سبيل التمثيل- سارق أسنان الموتي والمتصوف, والشيوعي والأخ المسلم, والأخت المنحرفة والأخ المتدين, والمسلم والقبطي, والبنت المنتحرة والأم الصابرة. فهل كان نجيب محفوظ كل هذه الشخصيات؟. والأساس الخاطئ نفسه يخلط بين شخصية إلهام شاهين الفنانة والإنسانة وبين تمثيلها لإحدي الشخصيات السيئة السلوك. وينسي من اتهمها أن الفنانة القديرة قدمت عشرات, وربما مئات الشخصيات العادية والطيبة السلوك. ومنشأ هذا الخلط يكشف عن جهل بأبجديات قراءة الأدب, ومشاهدة المسرحية أوالفيلم. ونسارع- بعد أن نبهنا إلي هذا الخطأ الفاحش- فننبه إلي خطأ مماثل وقع فيه كل من وافق علي تقديم مثل هذه الأعمال في' مسلسلات' تدخل كل بيت دون ضوابط أوقيود, سواء أكان البيت الذي تدخله له صلة بالثقافة الفنية أو ليس له بها صلة علي الإطلاق. والمؤسف أن تدخل المسلسلات البيوت في رمضان, حين تتحلق كل الأسر, مع أطفالها ومراهقيها حول الشاشة الصغيرة حتي السحور, وربما حتي صلاة الفجر! في الخارج ينبهون إلي أن مثل هذه الأعمال للكبار فقط, حتي يأخذ الآباء حذرهم. أما هنا فالأمور تترك'سداح مداح'. وكم تخيلت مدي الحرج الذي عاني منه الآباء والأمهات, وأطفالهم و مراهقوهم يتابعون بعض مشاهد هذه الأعمال. مع أنها لو عرضت في المسرح أو السينما لما كانت هناك مشكلة; فجمهور السينما أو المسرح يذهب إليهما باختياره, وهو في الغالب, إما أكثر وعيا وأكثر ثقافة, وإما ذاهب أساسا لكي يشاهد هذه الأعمال, دون غيرها. وفي كلتا الحالتين لامشكلة.