جلست أتابع ما يحيط بأمتنا فى تلك الأيام فلاحظت أن ما يحيط بها يتسم بالإضطراب وعدم الإستقرار فى التصرفات والتصريحات بل وردود الأفعال.فعلى سبيل المثال لا الحصر ،ودون سبب مباشر. أخرج أحد الموتورين فى الولاياتالمتحدة مافى جعبته من كراهية ووجهها إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بعد مرور أكثر من 1433 عام على بداية إنتشار الدعوة الإسلامية!وفجأة قررت مجموعة موتورة أخرى تنظيم محاكمة لرسول الله وخاتم الأنبياء بعد وفاته بأكثر من 1433عام! وتجاهلت تلك المجموعة الموتورة تنظيم محاكمات لعلماء ورؤساء الولاياتالمتحدة و"عقلائها" الذين فجروا القنابل الذرية لإبادة البشرية والذين غالبا مايلوحون وقد ملأهم الفخر بقدرات بلادهم المؤكدة على نسف الكرة الأرضية بأسرها بما عليها من بشر أكثر من مرة!!وبعد أيام قليلة من الإستفزازات للدين الإسلامى وأتباعه فى العالم نشرت مجموعة أخرى لقطات من فيلم يسئ للإسلام ورسوله!!وبعد أيام أخرى من التوتر والغضب المصحوب بالأدخنة والنار،ومصرع السفير الأمريكى فى ليبيا مع مجموعة من مرؤوسيه، توجه لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا لزيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ.د.أحمد الطيب فى مقره بالقاهرة وإتفقا على أن حرية التعبير يجب ألا تكون ذريعة للإساءة إلى الآخرين والسخرية من أنبيائهم ورموزهم ومعتقداتهم..وبعد ساعات قليلة نشرت إحدى المجلات الفرنسية رسوما مسيئة للرسول خاتم الأنبياء!!! من المؤكد أن من يتابع تلك الأحداث سيتأكد بما لايدع مجال للشك أن"أحدهم" قد أصابه نوع من أنواع "الخبل"أو"الجنون"وأنه قد تفرغ مع فريقه للإسلام ولإستفزاز المسلمين. ويحكى أن أحد بلغاء العرب وجليس الملوك شبيب بن شيبة قابل إبن المقفع الفارسى الأصل وأحد أبرز الكتاب فى عصره وهو كاتب "كليلة ودمنة".طرح إبن المقفع سؤال على بن شيبة ومن معه.."أى الأمم أعقل"؟ وجاء الرد:الفرس.فرد إبن المقفع بالنفى ،لأنهم ملكوا كثيرا من الأرض وكانت لهم إمبراطورية وهيمنوا على شعوب كثيرة ولكنهم لم يستنبطوا شيئا بعقولهم ولا إبتدعوا باقى حكم فى نفوسهم. فقال أخر..الروم.ورد إبن المقفع بالنفى لأنهم متكلفين متصنعين.فقال أخر..الصين. ورد إبن المقفع بالنفى لأنهم أصحاب طرفة.فقال أخر..الهند.فرد بأنهم أصحاب فلسفة،..والسودان،فرد:أشر خلق الله ،والترك قال عنهم أنهم كلاب مختلسة ،والخزر (شمال إيران وجنوب روسيا حاليا)قال عنهم بقر سائمة. فقالوا له إذا فهم العرب.فرد إبن المقفع بالإيجاب لأنهم حكموا شعوب تختلف عنهم ولم يدمروا حضاراتهم،لديهم إبل وغنم يعيشون على وجه الأرض ويجود أحدهم بقوته ويتفضل بمجهوده ويشارك فى ميسوره ومعسوره،ويصف الشئ بعقله فيكون قدوة ويفعله فيصير حجة،ويحسن ما شاء فيحسن،ويقبح ماشاء فيقبح. أدبتهم أنفسهم ورفعتهم هممهم،وأعلتهم قلوبهم وألسنتهم، فلم يزل حباء(عطاء) الله فيهم وحباؤهم فى أنفسهم حتى رفع لهم الفخر وبلغ بهم شرف الذكر وختم لهم بملكهم الدنيا على الدهر،وإفتتح دينه وخلافته بهم إلى الحشر ولهم قال سبحانه:"إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين".(صدق الله العظيم) وأضاف إبن المقفع قائلا عن العرب:"من وضع حقهم خسر،ومن أنكر فضلهم خصم"(أى هزم بالحجة). قلت لنفسى يبدو أن "أحدهم"هذا الذى أصابه وفريقه "الجنون"قد أغضبه رأى إبن المقفع! المزيد من مقالات طارق الشيخ