ألفنا تراكم القمامة في شوارعنا سنين عددا, حتي كاد القبح يصبح مكونا أصيلا في حياتنا, وكادت الدعوة إلي النظافة ان تكون في نظر الكثيرين ترفا لايدعو إليه ألا المترفون,وكأن القذارة والقبح ليست مصيبة كبري مسئولة عن كثير من مآسينا اليومية من طرق لاتطاق وصحة مهترئة ومزاج عام سيئ وبطالة متزايدة في وقت يحتاج فيه بلدنا لكل جهد قادر علي العمل. والحقيقة أن الدعوة إلي نظافة الوطن ليست من باب الترف الذي يكفي ان يشارك فيه البعض بشكل رمزي ويقف الباقون متفرجين وأحيانا متعجبين مما يفعله هؤلاء المتحذلقون من دعاة النظافة, ولكي تكون هذه الدعوة مجدية اقترح علي أهل المسئولية في بلدنا فرض هذا القانون وإنشاء مسابقة تحمل الناس في مصر علي المنافسة من أجل نظفة الوطن, واقترح أن نسميها مسابقة كأس مصر لأجمل وانظف مدينة. وأن تكون مسابقة سنوية بين مدن مصر كلها, ولنبدأ مثلا بإقامتها بين عواصم المحافظات حيث تمثل كل محافظة بمدينة واحدة وأن تشمل المسابقة وجوها محددة للنظافة والجمال والتحضر مثل: عدم وجود القمامة والمخلفات بالشوارع وتنظيف الشوارع من التراب ورشها يوميا, وعدم وجود الباعة الجائلين أو تجمعات أصحاب الحرف بشكل عشوائي في الشوارع, وعدم الكتابة علي الجدران أو وسائل المواصلات وتشجير الشوارع وعدم وجود الحفر أو التكسير بالشوارع وإصلاح الموجود منها, وانسياب حركة المرور بالشوارع علي الأرصفة للمارة والزام المقاهي وأصحاب المحال بعدم تجاوز محالهم وعدم احتلال الأرصفة, وتكون مدة المسابقة عاما كاملا تقوم فيه المحافظة بإصلاح مالديها من قصور في النظافة في كل مدنها وتركز علي المدينة التي تمثلها في المسابقة وتعطي درجات محددة لهذه المدن المتنافسة, بحيث تفوز المدينة الأجمل والأنظف بالمركز الأول وتمنح كأس أجمل مدينة, ولامانع من إعطاء المركزين الثاني والثالث لمن يليها: أي الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وكذلك تمييز هذه المدن النظيفة بتخفيض الضرائب علي مبانيها ومصالحها وإعطائها اولوية في استكمال خدماتها ومشاريعها وكذلك تحدد اسوأ مدينة أو أكثر في مستوي النظافة لتكون مستحقة لكأس اقبح مدينة عن العام نفسه!!, وأن تذكر الأسباب التي أدت إلي احتلالها هذا المركز لتكون درسا لغيرها من المدن التي ستشارك في مسابقة العام المقبل, واقترح ان يقوم رئيس الجمهورية أو من ينوب عنه بتسليم الكأس وليكن مثلا في مناسبة احتفالنا بالذكري السنوية لثورة25 يناير. ما أجمل هذه الفكرة التي يعرضها د. عصام محمد بيومي هلال الأستاذ بطب عين شمس, ولاشك ان تنفيذها سوف يساعد علي نشر النظافة التي افتقدناها في كل مكان.