هل يعقل أن يظل كنز يقدر بملايين الدولارات وفقا لتقديرات الخبراء حبيسا بين جدران المخازن.. هذا المبلغ الضخم الذي يساوي10 أضعاف الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي يمكن أن يحقق عرضه بالمتاحف أرقام قياسية تنهض باقتصاد البلد. والسؤال لماذا تظل هذه الكنوز الفنية والأثرية حبيسة خلف جدران المخازن ولعل القصة بدأت عام2010 عندما سرقت لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل فكانت نقطة تحول لتحديد مستقبل جميع المتاحف التابعة لقطاع الفنون التشكيلية حيث أغلقت معظمها إما للتطوير والترميم أو لاستكمال منظومة الأمن بها, ولكن هل هذه المخازن مجهزة بالقدر الكافي للحفاظ علي هذه الكنوز خاصة في ظل الظروف الأمنية للبلاد طوال الفترة الماضية.. لذا توجهنا إلي الأطراف المعنية بها ومنها قطاع الفنون التشكيلية والشرطة وأمن وزارة الثقافة. فقال د.صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية: فيما يخص مقتنيات متحف محمود خليل أرسل فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق خطابا لأحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض بأن تنقل مقتنيات المتحف لمكان آمن وذلك قبل رئاستي للقطاع فنقل المقتنيات للمخزن المتطور بمتحف الجزيرة والذي انتهي تطويره علي أحدث الطرق العالمية وفي جولة مصورة بالمخزن بمصاحبة أحمد عبدالفتاح. وقال: نحن أهم دولة في المنطقة تملك مقتنيات فنية لسنا أقل من أي دولة أوروبية فيما نملك ولكن المعوقات التي تصادفنا شأنها شأن البلد كلها فمثلا يجب أن يعامل أمين المتحف بكادر خاص ونشجعه علي الدراسة والبحث ليفيد الزائر وكذلك فرد الأمن يجب أن يتم تدريبه ويطلعنا علي مقتنيات المخزن عماد الشريف مدير عام متحف الجزيرة فيقول: المخزن يضم ثروة قومية متمثلة في4000 عمل من متحف الجزيرة و730 عملا من متحف محمود خليل, كما يضم المخزن مجموعة لوحات وتماثيل العائلة المالكة ونقل له خزينة بها أوسمة ونياشين سعد زغلول من مقتنيات متحف بيت الأمة, ويقول محمد عبد العزيز مدير عام أمن قطاع الفنون في ظل الظروف التي مرت بها البلد حققنا الحد المطلوب الحفاظ به علي مقتنياتنا ومتاحفنا فلن نستطيع تغيير المنظومة في يوم وليلة.