فى عام 1960 قرر المخرج المبدع فطين عبدالوهاب ان يحدث انقلابا عنيفا فى الموسم السينمائى وقتها خاصة بعد انتهاء فيلم اسماعيل ياسين بوليس سرى حيث شعر فطين ان ( سمعة ) يتحرك امام الكاميرا و يفتعل الضحك دون مجهود من المخرج. وهو ما اشعر فطين عبدالوهاب بالضيق و الرغبة فى تقديم كوميديا جديدة تؤكد موهبة المخرج فى صنع الضحكة وكانت قصة فيلم ( اشاعة حب ) هى بداية الشرارة , ففى اثناء الاعداد لتصوير الفيلم فاجأ فطين مساعدوه باختياراته لفريق الفيلم فاسند دور الاب الملعب لعملاق المسرح يوسف بك وهبى اما دور الشاب العاشق الساذج فاسنده لمعبود الفتيات و النساء وقتها عمر الشريف شريك سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى الفن و فى الحياة و دور البنت الشقية للوجه الجديد وقتها سعاد حسنى هذا بالاضافة الى ظهور هند رستم بشخصيتها الحقيقية لاول و اخر مرة فى حياتها الفنية و كلها اختيارات جريئة و غريبة فى وقتها مما دفع الكثيرين الى التنبؤ بفشل الفيلم حيث ان قصته كوميدية و ابطاله جادون , و لكن مضى فطين عبدالوهاب فى دربه و اصر على اختياراته . و لكن ما كان يحير فطين بحق هو دور الشاب المستهتر ( لوسى ), حاول فطين فى البداية الاستعانة ببعض ممثلى الادوار الثانية ولكن لم يجد فيهم من يجسد الدور كما يراه حتى انه كاد يغير من طبيعة الدور حتى يجد من يؤديه لولا ان همس اليه احد مساعديه ان يستعين بالشاب ( جمال رمسيس ) الذى استعان به هو و شقيقه ( ميمو رمسيس )فى دور صغير فى فيلمه السابق ( اسماعيل ياسين بوليس سرى ) . و بالفعل اسند فطين الدور لجمال رمسيس الذى لم يصدق نفسه , فبعد ان شارك بمشهدين مع اسماعيل ياسين لم يتذكرهما المشاهد – سوف يواجه امام الكاميرا العمالقة يوسف وهبى و عمر الشريف و هند رستم و عبدالمنعم ابراهيم كما انه ينافس فى الفيلم عمر الشريف على قلب سندريلا الشاشة (سعاد حسنى) , انها بحق فرصة العمر , و بالفعل اجتهد جمال رمسيس و ادى مشاهده بحرفية و اقتدار حسده عليها كل من رفض دور ( لوسى ) لدرجة انه اصبح تيمة من تيمات حياتنا اليومية . كان من الطبيعى بعد النجاح المذهل للفيلم ان يلتفت المنتجون و المخرجون الى موهبة جمال رمسيس و لكن ما حدث كان العكس , لم يظهر جمال رمسيس فى اى فيلم اخر و قد يكمن السبب فى نمطية مظهره حيث انه كان يتبنى مظهر النجم الامريكى الراحل ( جيمس دين ) الذى لم يقدم فى حياته سوى ثلاثة افلام ثم توفى فى حادث سيارة , فالمشاهد المصرى يميل اكثر الى ملامح ابن البلد التى يجدها فى شكرى سرحان و احمد مظهر و غيرهما من نجوم هذة الفترة .
هاجر جمال رمسيس فى نفس عام عرض الفيلم الى امريكا و لم ينشر عنه اية اخبار حتى تاريخ كتابة هذة السطور ولم يتناول احد سيرته فى تاريخ السينما رغم شهرته الفائقة من خلال دور ( لوسى ) حتى ظهرت سيرته للنور فى عام 1988 بعد عرض الجزء الاول من المسلسل الشهير ( رافت الهجان ) حيث ربط المشاهدون بينه و بين شخصية رافت الهجان للتشابه بينه و بين ما قيل وقتها ان رافت عمل فى السينما قبل ان تجنده المخابرات المصرية للعمل لحسابها فى اسرائيل و ربما كان السبب فى ذلك هو تشابه تسريحة شعره مع تسريحة شعر النجم محمود عبدالعزيز بطل المسلسل و بدات بعض الاقلام تكتب عن هذا الموضوع بشكل جاد حتى افرجت المخابرات المصرية عن الصور الحقيقية لرافت الهجان ليكتشف الناس بانه لا يمت بصلة شبه لا بجمال رمسيس و لاحتى بمحمود عبدالعزيز بطل المسلسل . و يظل جمال رمسيس الشهير بلوسى نجما غائبا رصيده الفنى الحقيقى فيلم واحد !!!!! المزيد من مقالات وسام أبوالعطا