أمر يثير اشمئزازي و أمر يثير سخطي. الأول: أن من البشر من تحالفوا مع أخيهم إبليس وتشاركوا معه في عمل بذيء أساءوا فيه إلي من جاء نورا وهدي للعالمين, وهو الذي شهد له ربه قبل قومه بأنه علي خلق عظيم, وقالوا عنه ما قالوا, ولقد قالوا كلمة الكفر, فلعنة الله علي الكافرين, قدحوا فيه, فما زاده قدحهم إلا علوا وسموا, وما نالهم إلا نقصا ودنوا, كما صرح به الشاعر: وإذا أتتك مذمتي من ناقص.. فهي الشهادة لي بأني كامل فالكامل دائما مثار حقد الناقصين, والنخل لسموه وسموقه عرضة دائما لأن يقذف بالحجارة. أما الأمر الثاني الذي يسخطني فهو ردود أفعال المسلمين إزاء هذا المنكر. فإذا كان الحاقدون علي الإسلام يتهمونه بأنه دين إرهاب (كبرت كلمة تخرج من أفواههم. إن يقولون إلا كذبا), فإننا بردود أفعالنا المتجاوزة لحدود العقل إلي مزالق الإرهاب, تعطيهم برهانا كاذبا علي صدق إدعائهم, وهم لا يعلمون أنها ردود أفعال غير إسلامية. إن العقل ليحكم بأن يواجه الفكر بالفكر, والفن بالفن, والمنطق بالحجة, أما نحن فإننا نواجه فكرهم السقيم, و إدعاءهم المعوج بمنطق (الدراع), و كأننا بعصبيتنا نرهبهم, و بحناجرنا نزلزلهم. يا عقلاءنا: هم أهل جاهلية, فافعلوا معهم ما فعله المصطفي صلي الله عليه وسلم مع أهل جاهلية عصره: التنوير و التبصير... و ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة' مصطفي درويش سلام باسوس