كتبت - غادة الشرقاوي: انصاره يطلقون عليه لقب آبو ومعناها العم في اللغة الكردية ومعارضوه يصفونه بالإرهابي قاتل الأطفال, أما اسم عائلته أوجلان فيعني بالتركية المنتقم، احتار العالم في توصيف الزعيم الكردي عبدالله أوجلان المعتقل في السجون التركية منذ13 عاما, فالبعض يراه بطلا ناضل من أجل حرية شعبه وآخرون يرونه مجرما تعدي ضحايا هجماته المسلحة أكثر من40 ألف شخص بينهم أطفال ونساء ومدنيون وجنود. ولد عبدالله أوجلان عام1948 في قرية أومرلي بإقليم أورفا ذي الاغلبية الكردية جنوب شرق تركيا, والتحق بكلية العلوم السياسية في جامعة أنقرة لكنه لم يكمل دراسته فيها, وعاد إلي مدينته ديار بكر وتأثر بالحركة القومية الكردية ونشط في الدعوة لها وأسس حزب العمال الكردستاني الماركسي عام.1978 وفي عام1980 غادر تركيا ليعمل من المنفي وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني الذي يخضع للسيطرة السورية. وفي سهل البقاع أقام أوجلان معسكرات لتدريب أعضاء حزبه لكن هذه المعسكرات أغلقت بضغط من أنقرة. ومن ثم حاول أوجلان اقناع حكومة تركيا بفتح حوار مع الأكراد لكن أنقرة رفضت. وبدأ حزبه منذ عام1984 عمليات عسكرية في تركيا والعراق وإيران بهدف إنشاء وطن قومي للأكراد, وعلي الرغم من بقائه خلف القضبان سنوات طويلة فإنه لايزال الزعيم الفعلي للحزب الانفصالي المصنف في خانة الإرهاب في تركيا وأوروبا والولاياتالمتحدة. وفي عام1998 تم ابعاد أوجلان من سوريا أثر أزمة شديدة مع تركيا كادت أن تشعل الحرب بين البلدين وتوجه أوجلان إلي أوروبا حيث حاول الحصول علي اللجوء السياسي بعدة دول أوروبية إلا أنه فشل في ذلك وانتهي به الأمر إلي الاستقرار في كينيا, وهناك نجحت المخابرات التركية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في خطفه في شهر فبراير عام1999 واحتجازه بمبني السفارة اليونانية في العاصمة الكينية نيروبي حتي تم ترحيله إلي تركيا لمحاكمته. وأثار منظر أوجلان وهو مكبل بالأغلال حفيظة الأكراد في جميع أنحاء العالم ونظموا مظاهرات عنيفة, وتمت محاكمته بتهمتي الخيانة العظمي ومحاولة تقسيم الدولة التركية وصدر ضده حكم بالإعدام أيدته الولاياتالمتحدة, وذلك رغم اعتذار أوجلان لأسر الضحايا الأتراك في أثناء محاكمته وعرض التفاوض وتسليم سلاح حزبه مقابل عدم إعدامه. ولكن معارضة الدول الأوروبية لتنفيذ حكم الإعدام خوفا من انتقام الأكراد المقيمين علي أراضيها دفع أنقرة إلي تخفيف الحكم إلي السجن مدي الحياة معتقدة أن ذلك سيكون سببا في الموافقة علي انضمام تركيا إلي الاتحاد الأوروبي وهو الأمل الذي لم يتحقق حتي الآن. ومنذ عام1999 وحتي الآن يوجد اوجلان بالحبس الانفرادي بسجن إيمرالي بجزيرة تقع علي بحر مرمرة. وبدأت أخيرا تتعالي أصوات النواب الأكراد في البرلمان التركي بضرورة الافراج عن أوجلان لتدهور صحته وحالته النفسية بسبب العزلة لمدة طويلة, كما عادت صوره للظهور علي الحدود التركية السورية وذكرت صحيفة حريت التركية أن منظمة حزب العمال الكردستاني استغلت فرصة انتشار الفوضي بسبب الأوضاع في سوريا ورفعوا أعلامهم وصور زعيمهم أوجلان وشعارات تطالب بالإفراج عنه في بعض المدن شمال سوريا المجاورة للحدود التركية. ويبقي الحكم علي أوجلان ومسيرته أمانة بين يدي المؤرخين وهو في نظر أبناء شعبه والشعوب التي تتطلع إلي الحرية إنسان وطني سعي لتأسيس دولة مستقلة للأكراد الأتراك الذين يبلغ عددهم14 مليون نسمة وتعرضوا لكل أنواع الذل والقمع وحرموا حتي من أبسط حقوقهم وهي تسمية أبنائهم بأسماء كردية.