القاهرة 1948.. الجنيه المصرى كانت قيمته تقدر بجنيه ذهب تقريبا.. مصر كانت دائنة لبريطانيا بقرض بما يوازى 39 مليار دولار أمريكى، وهو دين لا يسقط بالتقادم. سكان مصر 18 مليون نسمة.. من بينهم اليهود 90 الف نسمة، هم الأكثر احتكارا لصناعات السكر ومضارب الارز، وكان النشيد الوطنى «إسلمى يا مصر». هذه هى السنة التى تم فيها افتتاح سينما «ريفولى» المملوكة آنذاك لمنظمة «رانك» البريطانية ووضع تصميماتها المهندس المعمارى البريطانى «ليونارد إلين». لتصبح هذه السينما دار عرض ومسرحا يستقبل نجوم الفن فى مصر مثل أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش. «ليس مهما أن أكون مطربة من الدرجة الثالثة، المهم ألا أبقى فى الدرجة الثالثة».. جملة كانت تؤمن بها دائما أم كلثوم، فكانت هى الدفة والشراع الذى حددت به كوكب الشرق مسارها فى بحر النغم لتقف شامخة تشدو بأغنيتها «نهج البردى» على مسرح دار سينما ريفولى عام 1950. عامان وجاء حريق القاهرة فى يناير 52 ليلتهم واجهات مبانى القاهرة العريقة ويكون لدار سينما ريفولى نصيب الاسد منه ، إلا أن قصة الحب التى ربطت بين الأمير طلال بن عبد العزيز والسينما أعادتها الى الحياة حيث أعاد بناءها وتطويرها لتشهد بعدها حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى «ريڤولى» فى يناير 1954 والاستماع الى حفل أم كلثوم فى أول افتتاح لها. الحقيقة الموجودة الآن.. أن حريق أغسطس 2018 حول جدران ريفولى إلى «أطلال».. لكن خالد البطاح القائم بأعمال الأمير الراحل طلال بن عبد العزيز يبشرنا بأن السينما سوف يتم انقاذها من خلال مشروع لبنائها وتطويرها، وأن مستشاره القانونى يسابق الزمن لاستخراج التصاريح اللازمة لمنحها قبلة الحياة وإعادتها إلى سيرتها الأولى. وتقول شيرين طه بدر إحدى الشابات المتطوعات فى المشروع: مهما تغيرت الأجيال وتعاقبت.. فشمس أم كلثوم وحليم وفريد الاطرش أبدا لن تغرب عن هذا المسرح.