أطلقت اسرائيل أخيرا حملة دولية عنوانها أنا لاجئ يهودي عربي في اسرائيل, دعت خلالها مواطنيها اليهود الذين قدموا من الدول العربية منذ1948 إلي عرض شهاداتهم المزورة بالطبع حول طردهم ومصادرة ممتلكاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي. وهم يقولون انهم لاجئون من الدول العربية الي اسرائيل هجروا وطردوا بالقوة من بلادهم... وتلك بدعة اسرائيلية جديدة, فقد امتنعت اسرائيل عن طرح ما يسمي قضية اليهود اللاجئين الي اسرائيل من الدول العربية, حتي إن رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ديفيد بن جوريون كان يبتعد عن إثارة تلك القضية مثلما يبتعد عن النار, فاللاجئون قد يعودون الي أوطانهم, أما المهاجرون فيوطنون في اسرائيل, كما ان طرح تلك البدعة يكذب الأسطورة الإسرائيلية بأن هؤلاء هاجروا إلي اسرائيل طواعية. وبدوافع يهودية تأييدا لقيام اسرائيل, ولم يطردوا من بلادهم بالقوة. هذه الحملة ماهي إلا خطوة بتوصية واجبة النفاذ من المؤتمر اليهودي العالمي الذي عقد أخيرا بالقدس, تقضي بوضع تلك القضية كواحدة من قضايا المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية, واذا لم تحل تلك القضية فلا حل نهائيا للقضية الفلسطينية, وفرض موضوع اليهود العرب اللاجئين كمصطلح وقضية علي أجندة المفاوضات واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة لاستصدار قرار أممي جديد بدعم من أمريكا في مواجهة حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الذي أقره المجتمع الدولي بالقرار .194 والسؤال هو: لماذا تلك البدعة الآن؟ الجواب لوضع العصا في عجلة المفاوضات, وخلط الأوراق وتزويرها, والتحايل علي المجتمع الدولي كي تتخلص اسرائيل, من مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني, مستغلة في ذلك انشغال دول الربيع العربي بأوضاعها الداخلية, والانقسام الفلسطيني, واشتعال الموقف في سوريا, وتشرذم الأنظمة العربية بين تابع لا يملك استقلال قراره ومتبوع يفرض سياسته في المنطقة. فهل يفطن العرب لهذه البدعة وتلك الحملة وينسقون بينهم لمواجهتها والرد عليها؟ المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين