الفائزون: الجائزة تتويج لجهود طويلة من العمل الدءوب أعلن المجلس الأعلى للثقافة، أسماء الفائزين بجوائز النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية وذلك خلال الاجتماع السنوى الذى عقد بمقر المجلس بساحة دار الأوبرا، بحضور أعضاء المجلس واكتمال النصاب القانونى، وهو الحدث الأهم الذى ينتظره المبدعون كل عام كى يجنوا ثمار جهدهم. و«الأهرام» تقدم التهنئة للفائزين من خلال هذه اللقاءات.
الدكتور محمد عبد المطلب الفائز بجائزة الدولة التقديرية فى الآداب قال إن الجائزة شرف يعطى للكاتب واعتراف رسمى من الدولة بأنه أدى ما عليه من واجبات، وهى أيضا تكليف جديد لاستكمال دوره الثقافى والحضارى فى إعداد تلاميذ يخلفونه ويواصلون مهامه العلمية والأدبية والثقافية، ونحن فى واقع حضارى اجتماعى يحتاج لتضافر الجهود لنقدم لمصرنا ما تستحقه فى الوقت الذى بدأت ترتفع فيه بين الأمم، وهى اعتراف من الدولة بعلمائها ومثقفيها ومفكريها فتكرمهم كى يكرموها. ويوضح الكاتب المسرحى أبو العلا السلامونى الحائز على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب أن الجائزة تؤكد أن النص المسرحى جزء من الآداب، خاصة أن توفيق الحكيم هو مؤسس الأدب المسرحى فى مصر، كما تؤكد الجائزة أن الكاتب المسرحى هو أساس العملية المسرحية لأن النص هو عقل المسرح، وبالتالى لابد أن نهتم بهذا العقل حتى تصل الرسالة الأدبية والثقافية لذهن المشاهد. وأضاف: الجائزة بالنسبة لى تعتبر تتويجا واستكمالا لما حصلت عليه من جوائز سابقة، فقد حصلت على جائزة الدولة التشجيعية عام 84، وعلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 86، وجائزة التفوق عام 2012، واليوم حصلت على التقديرية وهو ما أعتز به لأن جوائز الدولة من الأهمية لأنها تشجيع للكتاب والفنانين والأدباء وحافز ودافع لهم للأمام، فالتنمية تحتاج لدفعة ثقافية تواكب الدفعة القومية فى السياسة والاقتصاد، لمواجهة الإرهاب والمطالبة بتجديد الخطاب الدينى لابد أن يواكبها تجديد للخطاب الثقافى بشكل عام، وهو من أهم الأدوار التى تعتمد عليها الدولة فى مواجهة الأخطار التى تهدد كيانها. وأعرب د. سعيد توفيق أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال بآداب القاهرة والفائز بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عن سعادته بالجائزة التى اعتبرها تشريفا، وفى الوقت نفسه تتويجا لجهود طويلة من العمل الدءوب عبر عشرات السنين، لذلك أشعر بأنها نوع من الجزاء لأنها تمنح عن مجمل الأعمال وأيضا عن الحضور والوجود على الساحة الثقافية. وعن رأيه فى جوائز الدولة، قال: من حيث نظام المجلس لا بأس بها، لكن من حيث نظام اللجان التى ترشح قوائم قصيرة ترفع للمجلس هناك قصور أو خلل سببه الأساسى عدم العمل باللائحة التى سبق أن وضعتها بالتعاون مع أساتذة وخبراء عبر عمل استغرق نحو عام ونصف العام حتى وضعنا آلية منضبطة ودقيقة لا تسمح بالانحياز أو عدم الدقة، وهناك فرق بين آلية منح الجوائز من خلال التصويت ووجود لائحة. لذلك أنا مدين لكل من منحنى صوته من أعضاء المجلس لأنهم صححوا الأخطاء فى عمل اللجان التى ترفع القوائم القصيرة. ويرى الدكتور محمد غنيم أستاذ الأنثربولوجيا والاجتماع بكلية الآداب بجامعة المنصورة الفائز بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية أنها أفضل جائزة فى مصر، لأنها تمنح عن مجمل الأعمال والسيرة الأكاديمية والعلمية، وهى تعنى له الكثير وأعتبرها هدية ومكافأة من مصرنا الغالية لشخصى ولجامعتى التى أنتمى إليها وفخور جدا بها، وبهذه المناسبة أشكر جامعتى المنصورة ودمياط اللتين أصرتا على ترشيحى خمس سنوات بمفردى عن مجمل أعمالى فى التراث الثقافى برغم أن فرع العلوم الاجتماعية تندرج تحته مجموعة من الكليات. وسوف يشارك د. غنيم بمؤتمر الثقافة الشعبية العربية فى ديسمبر القادم تحت عنوان «المرأة فى التراث الشعبي» الذى سيعقد بالمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع المركز الحضارى لعلوم الإنسان والتراث الشعبى بجامعة المنصورة وحلقة الحوار الثقافى اللبناني. وأوضح الشاعر السكندرى فؤاد طمان الفائز بجائزة التفوق فى الآداب أنه بدأ مسيرته شاعرا كلاسيكيا ورومانسيا ثم انحاز للقصيدة الجديدة، وقال: أصدرت عشر مجموعات شعرية توجت بصدور «الأعمال الكاملة» عام 2017، وكذا أصدرت عشر مجموعات من المختارات الشعرية أهمها « فؤاد طمان قصائد مختارة». وعن شعوره بالفوز بالجائزة قال: من خلال جريدة الأهرام أقدم التحية للقائمين على الجائزة ومن منحنى إياها وأشهد لهم بالإلمام التام بالحركة الشعرية المعاصرة. مؤكدا أن الجائزة جاءت فى وقتها ولم تتأخر لأنه لم يتقدم لها من قبل وأن اتحاد الكتاب بالقاهرة هو الذى رشحه بما يشبه الإجماع، كما انتخبته لجنة منح الجائزة فى المكانة الأولى بالإجماع وهذا ما يتشرف به. واستكمل طمان قائلا: إن حياتى الحافلة هى التى أتاحت لى هذه المكانة، فقد ولدت لأب ثورى هو «على فهمى طمان» المحامى بالنقض أحد قادة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال البريطانى وتلميذ الفريق عزيز المصرى الأب الروحى لكل الثوار. وعن فوز اثنين من شعراء الإسكندرية بالجائزة قال إن هذا دليل على أن الحركة الشعرية قوية ونشيطة فى الإسكندرية. كما أعرب الشاعر السكندرى أحمد فضل شبلول الفائز بجائزة التفوق فى الآداب عن سعادته الغامرة بالجائزة، حيث سبق له الفوز بجائزة الدولة التشجيعية عام 2007 عن ديوان شعر للأطفال، موضحا أنه لم يتوقف عن الكتابة، حيث أصدر عدة أعمال شعرية وروائية، وقد حصلت على الجائزة عن مجمل أعمالي، وأعتبر أن الجائزة استكمال لمسيرتى الأدبية وتتويج لجهودى خلال أربعين عاما فى الحقل الثقافي. وأشكر أتيليه الإسكندرية ومجلس إدارته الذى رشحنى للمرة الثانية حتى حصلت على الجائزة. وقد أثار حجب عدد من الجوائز التشجيعية هذا العام لغطا كبيرا، لذا توجهنا للكاتب الصحفى محمد سلماوى الذى أكد للأهرام أن هناك روحا جديدة تسرى فى المجلس وتوجد مراجعة كبيرة لكل الإجراءات واللوائح المنظمة لعمل المجلس والأمانة العامة له وهم منفتحون للكثير من القرارات التى تمت مراجعتها. وأوضح عضو لجنة تحكيم جوائز الدولة أن الجوائز هذا العام ذهبت إلى مستحقيها بشكل كبير مرحبا فى الوقت نفسه بوجود الجانب العربى فى الجوائز هذا العام، لافتا إلى أن تكريم مصر لقامة فلسطينية كبيرة مثل راسم بدران فى هذا التوقيت وفلسطين تتعرض لأخطر المحن يعد وقوفا إلى جانب القضية الفلسطينية. وحول ما حدث بسبب مسألة حجب الجوائز التشجيعية ودعوة بعض الأعضاء إلى عدم التصديق على قرارات اللجنة أجاب سلماوى على ادعاءات بعض أعضاء اللجنة بأنه لا يوجد من يستحق الجائزة بأن هذا عيب كبير وكان من واجب اللجنة أن تقوم هى بترشيح من يستحق الجائزة وهذا دورها والقانون يسمح بذلك.