كوت ديفوار تبحث عن الفوز الأول على جنوب إفريقيا.. وباكستر يخشى الغرور
على الرغم من الأفضلية الواضحة التى يمتلكها منتخب جنوب إفريقيا لكرة القدم فى مواجهاته السابقة مع نظيره الإيفواري، فإن المباراة بين الفريقين تبدو هى المواجهة التى لم يكن يتمناها منتخب «الأولاد» فى بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الإفريقية. ويستهل الفريقان مسيرتهما فى البطولة فى الرابعة والنصف عصر اليوم بمواجهة مثيرة فيما بينهما على استاد السلام فى الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة التى توصف بأنها مجموعة «الموت»، حيث تضم معهما أيضا المنتخب المغربى إضافة للمنتخب الناميبي، وهو الوحيد فى هذه المجموعة الذى لم يسبق له الفوز بلقب البطولة. تمثل هذه المباراة واحدة من مواجهتين فى غاية الصعوبة ينتظرهما كل من الفريقين، بل إنها واحدة من ثلاث مباريات غاية فى الصعوبة بهذه المجموعة، وهى المواجهات بين الفرق الثلاثة الكبيرة فى هذه المجموعة، فيما ستكون مواجهة كل من هذه المنتخبات الثلاثة مع المنتخب الناميبى هى الأسهل على الأقل من الناحية النظرية. ويدرك كل من منتخبى جنوب إفريقيا «الأولاد» وكوت ديفوار «الأفيال» مدى أهمية تحقيق الفوز فى المباراة الأولى له بهذه المجموعة العصيبة. لهذا، تمثل المباراة مهمة انتحارية لكل من الفريقين فى مواجهة الآخر، علما بأن كليهما عانى تغييرات جذرية فى السنوات الماضية ولا يخوض البطولة الحالية بأفضل أجياله. ورغم فوزه بلقب البطولة فى 2015 للمرة الثانية فقط فى تاريخه، تراجع مستوى المنتخب الإيفوارى بشكل حاد فى السنوات الأخيرة نظرا لاعتزال العديد من نجومه البارزين مثل المهاجم الفذ ديدييه دروجبا ولاعب الوسط الرائع يايا توريه، ما ساهم فى خروج الأفيال صفر اليدين من رحلة الدفاع عن اللقب فى نسخة 2017، حيث سقط الفريق فى الدور الأول. ومع غياب المنتخب الإيفوارى عن كأس العالم 2018 بروسيا، يتطلع الأفيال إلى المنافسة القوية فى النسخة الحالية من البطولة الإفريقية أملا فى أن تسهم هذه المشاركة بشكل إيجابى فى إعادة بناء الفريق وسمعته على الساحة الإفريقية. ويقود الفريق فى البطولة الحالية المدرب الوطنى إبراهيما كامارا الذى يعتمد حاليا على مجموعة من المواهب الشابة إضافة لبعض العناصر التى تمتلك قدرا من الخبرة مثل ويلفريد زاها مهاجم كريستال بالاس الذى يعد حاليا من أبرز العناصر فى صفوف الفريق لقدرته على تشكيل إزعاج مستمر لدفاع الفرق المنافسة. ويبرز بين نجوم الفريق اللاعب سيرج أورييه نجم توتنهام الإنجليزى الذى يمثل مع زاها القاعدة التى يعتمد عليها كامارا فى إعادة بناء منتخب «الأفيال». كما يعتمد كامارا على نيكولا بيبى نجم خط وسط ليل الفرنسى الذى قد يشق طريقه فى الفترة المقبلة إلى أحد الأندية الكبيرة فى أوروبا بعدما أصبح هدفا لكل من باريس سان جيرمان الفرنسى وليفربول الإنجليزي. ويحلم كمارا بضربة بداية قوية فى البطولة الحالية لتساعده فى المنافسة على التأهل للأدوار الإقصائية من ناحية ومنح الفريق الثقة التى تساعد فى إعادة بنائه. فى المقابل، يتطلع منتخب «الأولاد» أو «بافانا بافانا» إلى مواصلة سجله الرائع فى مواجهة «الأفيال»، حيث لم يسبق لمنتخب جنوب إفريقيا أن خسر أى مباراة أمام كوت ديفوار. لكن البريطانى ستيوارت باكستر يدرك أن الاعتماد على هذه الإحصائيات والنتائج السابقة لا يفيد فى مواجهة فريق كبير مثل منتخب كوت ديفوار، وأيضا فى بطولة مثل كأس الأمم الإفريقية. وأكد باكستر مؤخرا أن الثقة هى أحد الأسلحة التى يعتمد عليها فريقه، لكنه يخشى أن تتحول إلى غرور يمكن أن يصيب لاعبيه فى مقتل ويؤدى إلى الخسارة المؤكدة. ويعلق باكستر آمالا كبيرة فى مواجهة الأفيال على الانسجام بين لاعبيه بعد فترة الإعداد فى دبى التى تخللها التعادل السلبى فى المباراة الودية أمام المنتخب الغاني. كما يعتمد الفريق على التفاهم الكبير بين ثنائى الهجوم ليبوجانج موتيبا وبيرسى تاو حيث يمكنهما إزعاج أى دفاع من خلال سرعتهما ونشاطهما الكبير أمام مرمى المنافس.