الأشجار هى الرئة التى تنقى الهواء فى الشوارع والميادين، وهى التى تمتص الملوثات وتتخلص منها لتعطينا هواءً نقياً، كما أنها تزين كل مكان توجد فيه، ولو كانت مثمرة لتعاظمت فوائدها أكثر.. لكن إذا طالتها يد الإهمال أو زاد عليها التلوث أو امتدت إليها يد بمنشار لتقطع أوصالها، فإننا الخاسرون!. هناك مدن جديدة قامت على أساس التشجير لتعطى كل هذه المميزات لتجذب ساكينها، وهذا ما حدث فى التجمعات وقبلها مصر الجديدة، ومع المداومة على ريها والحفاظ عليها لا تزال تحقق الهدف منها، بل وتنوعت أشكالها وبدأ الأهالى يهتمون بتنسيقها فاستأجروا متخصصين فى تقليمها بأشكال زخرفية جميلة تحافظ على حياتها فى الوقت ذاته، واهتمت الأجهزة المسئولة بإزالة الأوراق الذابلة من الطريق ورفع المخلفات من حولها.. لكن فى الوقت ذاته رأينا مدناً أخرى تباينت صور التعامل مع الأشجار فيها ما بين اهتمام وإهمال ورعاية وتدمير وزرع واقتلاع، إلقاء مخلفات حولها وغير ذلك من سلوكيات جعلت الشجر الأخضر يذبل، والأوراق تتيبس.. فالشجر كائن حى يشعر بمن يهتم به، ويفرق بينه وبين من يدمره.. الآن ونحن فى فترة الصيف نحتاج إلى ظل شجرة فى يوم مشمس لا نتحمل درجة حرارته، فهل قدمنا الرعاية والاهتمام لأشجار شوارعنا لتقدم لنا الظل الذى ننشده وتنقى لنا الهواء، الذى نتنفسه مع أننا الذين نلوثه، بل ونلوثها بإلقاء القمامة حولها وكأنها تحت الحصار؟ لابد أن نغير سلوكيات الناس ونشعرهم بأن كل شىء فى شوارعهم ملكهم وهم مسئولون عن رعايته وحمايته، وأن ثمرته ستتوزع عليهم بالتساوى، كما أن ظله سيحميهم فى يوم لا يتحملون حرارته!. لمزيد من مقالات نجوى العشرى