عاشت الجماهير ليلة لم تشهدها من سنوات وتحول إستاد القاهرة إلى بحر مديد من الأعلام المصرية ،احتفالا بانطلاق منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية رقم 32 وعودة الجماهير الى المدرجات مرة أخري. ففى شوارع القاهرة ،دوت الهتافات وأبواق السيارات ،وأسهم موعد إقامة حفل الافتتاح والمباراة الأولى لمنتخب الفراعنة أمام زيمبابوى أمس فى زيادة الأجواء متعة بنسمات ليل القاهرة الساحر. فعندما تطأ قدمك محيط إستاد القاهرة تدرك حجم التغيير والإنجاز الذى تم لاستضافة كبرى المنافسات القارية فى كرة القدم، فلم تكن هناك أى معاناة فى وصول الجماهير إلى الملعب بعد التغيير الشامل الذى طرأ على مداخل الإستاد. وسهلت محطة مترو الأنفاق الموجودة بشارع يوسف عباس أمام المدخل الثانى ، وصول الجماهير وانتشرت العلامات الإرشادية والمتطوعون من خارج الملعب وصولا بالمدرجات التى امتلأت ب 75 ألف مشجع أكملوا الصورة المبهرة التى ظهر عليها حفل الافتتاح أمس. ووضح اكبر التغييرات في كشافات الإنارة التى أصبحت أكثر قوة وسطوعا بجانب مقاعد المدرجات التى باتت أكثر راحة، حيث تم تغييرها بالكامل، مرورا بأرضية الملعب التى تم زرعها بطريقة البذور وليس بطريقة القطع الكبيرة كما اتسعت المقصورة الرئيسية بعد ضمها على المقصورة الأمامية. ونستطيع القول، ان يوم أمس كان إيذانا بعودة الحياة إلى كرة القدم المصرية بعد توقف استضافة المباريات عام 2013 وتحديدا منذ لقاء الزمالك والاسماعيلي. لكن ..ماذا تغير بعد 13 سنة من استضافة بطولة كاس الأمم الإفريقية حتى اليوم؟ ولعل التغيير الأبرز جاء على لسان الجماهير التى حضرت مباراتى الافتتاح فى البطولتين وحرصت على تشجيع المنتخب الوطنى قبل انطلاق المباراة بساعات. وظهرت الجماهير فى المدرجات قبل بداية حفل الافتتاح بساعات ، رغبة منها فى مساندة المنظمين والمتطوعين الذين انتشروا فى كل مكان لتقديم المساعدات للجماهير المصرية والضيوف. ويقول المهندس خالد مصطفى احد المشجعين الذين حضروا افتتاح بطولة عام 2006 «حرصت على الحضور فى لقاء الافتتاح وتكرار ذكريات بطولة 2006 عندما كنت طالبا ، كما حاولت التقاط الصور نفسها فى نفس الأماكن وحقا كانت لحظات سعيدة تمنيت مع اصدقائى أن تنتهى بالتتويج باللقب كما كان الحال مع حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب آنذاك». وتقول «جنة محمد» ربة منزل :حقا كان يوما ممتعا لى فهى المرة الأولى التى احضر فيها لقاء على ملعب إستاد القاهرة ،ورغم اننى اسكن بعيدا عن الملعب ،إلا إننى حرصت على الحضور ومشاركة الجماهير فرحتهم فهى ليست فقط بطولة فى كرة القدم وإنما فرصة لإظهار الشكل الحضارى لمصر. وأكملت الجماهير الصورة المبهرة والمشرقة التى خرج عليها التنظيم الجيد بدءا من حفل الافتتاح ، والتزم الجميع التشجيع والهتاف لمصر بصفة عامة والمنتخب الوطنى خاصة وكذا لم تنس الجماهير الشهداء فى كل الحوادث التى تعرضت لها مصر فى السنوات الماضية ، وهو ما أكدته سماح السيد إحدى مشجعات المنتخب الوطنى ،وقالت: إن البطولة باتت فرصة رائعة لإسعاد الملايين ، ولن يقتصر حضورى على مباريات منتخب مصر فقط وسأقوم بحجز تذكرة فى باقى مباريات المجموعة الأولى.