ولم أر فى عيوب الناس شيئاً كنقص القادرين على التمامِ لقد تسارع هذا البيت للمتنبى إلى خاطرى، وأنا أتابع استعدادات الرياضة المصرية لاستضافة بطولة الأمم الإفريقية، وسبب ذلك هو أننى اكتشفت أن مسئوليها يملكون كل أسباب ومقومات تنظيم مسابقات الكرة على أحسن مستوى، لكن يبدو أنهم يضنون بمجهوداتهم وقدراتهم على بطولاتنا المحلية، فيختصون بها البطولات الدولية فقط، فها هو استاد القاهرة شاهدناه فى حفل الافتتاح وما تلاه من مباريات، وقد أخذ زخرفه وازيّن لاستقبال المباريات بعد طول احتجاب، فلماذا لم يحدث هذا قبل مسابقة الدورى العام حتى تقام مبارياتها عليه مادام الأمر ممكناً، أم أنه حرام على بلابله الدوح.. حلال للطير من كل جنس؟، ولماذا لم يسخر المسئولون إمكاناتهم التكنولوجية التى وضعوها فى خدمة البطولة الإفريقية، فقاموا بالمثل بتنظيم حجز التذاكر للجماهير لمباريات الدورى العام على الإنترنت مع معرفة شخصية الحاجز، بنفس الطريقة التى اتبعوها اليوم، فضمنوا حضوراً جماهيرياً كثيفاً وآمناً فى الدورى العام كالذى يريدونه لبطولة إفريقيا، بدلاً من استمرار مسابقة الدورى المصرى العام تلو العام بلا جماهير، حتى كادت تتوسد مكاناً باسقاً فى موسوعة جينيس. إننا نشاهد اليوم الدورى الانجليزى لمتابعة نجمنا صلاح فى ليفربول، فلاحظنا جميعاً أن التنظيم فى أعلى مستوياته وأبهى صوره، برغم أن المسابقة محلية، وليس هناك متسع لكى تضيف انجلترا جديداً أو أن تبذل جهداً أكبر إذا ما نظمت بطولة عالمية، فهى تبدع فى تنظيم بطولتها المحلية، لكننا نبخل على جمهورنا وبطولتنا المحلية بالمعايير الدولية الرفيعة فى التنظيم والإدارة، ونحن قادرون عليها، فلا نبذلها بسخاء إلا للبطولات الدولية! د. يحيى نور الدين طراف