المشهد فى مدينة فلورانسا الإيطالية كان مهيبا، عندما اجتمع الألاف لوداع المخرج العبقرى فرانكو زيفيريلى واستقبلوا نعشه المحمول على الأعناق بالتصفيق الحاد فى بداية جنازة ملكية عايشتها المدينة الإيطالية. وجنازة زيفيريلى تليق بسيرته التى يصعب تكرارها. فالمخرج الإيطالى المميز عاش سنوات عمره التى بلغت 96 عاما ليمد الشاشة الفضية العالمية ببعض من أفضل أعمالها، وتحديدا تلك الأعمال القائمة على أساس إنتاج أدبى كلاسيكي، وتحديدا أعمال الكاتب الإنجليزى ويليام شكسبير والتى كانت لها عند زيفيريلى سحر خاص. فقد قدم المخرج الإيطالى المبدع رواية «ترويض نمرة» فى الفيلم الشهير الذى طرح على شاشات العرض عام 1967 من بطولة الرائعين ريتشارد بورتون وإليزابيث تيلور. وتم ترشيحه للفوز بجائزة الأوسكار عن رائعته التى قدمها عام 1968 بناء على مسرحية «روميو وجوليت». أخرج زيفيريلى فيلم «هاملت» من بطولة نجم هوليود الشهير ميل جيبسون عام 1990. لكن ما يزيد من وهج سيرة المخرج الإيطالى الراحل أنه مزج ما بين روائعه السينمائية وما بين إخراجه العديد من الأعمال الأوبرالية حول العالم. وبخلاف عبقريته ومكانته فى العالم الفني، كان لحزن فلورنسا سبب إضافى على زيفيريلى. فقد كان المخرج الإيطالى يكن لمسقط رأسه الكثير من المحبة ويعترف بفضل المزيج الثقافى والحضارى له فى تكوين شخصيته وبلورة تجربته الفنية. وفى مديح مدينته، قدم زيفيريلى عام 1966 عمله الوثائقى الخاص جدا «من أجل فلورانسا»، فى عمل عاطفى وقوى تم اعتباره مواساة من جانب المخرج الإيطالى لمدينته التى كانت قد تعرضت إلى فيضانات جارفة قبل خروج الفيلم بوقت قصير.