منحت إيران العالم مهلة جديدة أمس تستمر 10 أيام قبل البدء فى انتهاك الاتفاق النووى الذى وقعته مع القوى الكبرى فى 2015، وذلك بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم، وذلك فى الوقت الذى حذر فيه الرئيس الإيرانى حسن روحانى من أن انهيار الاتفاق لن يكون فى صالح أحد، مؤكدا أن «الفرصة الزمنية المتاحة أمام الأوروبيين للتعويض باتت قصيرة للغاية». ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن روحاني، خلال استقباله فيليب تى يبو السفير الفرنسى الجديد إلى بلاده، قوله بأن» لقد صبرت إيران وتعاملت بضبط النفس، وذلك نزولا على طلب فرنسا، و «دول الاتحاد الأوروبي». وأضاف: الظروف الراهنة حساسة، ولا يزال أمام الفرنسيين والأوروبيين فرصة، وعليهم أن يستغلوا هذه الفرصة الزمنية القصيرة للقيام بأدوارهم».
وكانت إيران قد أعلنت فى مايو الماضى خفض التزاماتها بالاتفاق النووي، مهددة بمزيد من الإجراءات بعد 60 يوما. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن مهلة نهائية لأوروبا من أجل إنقاذ اتفاقها النووى مع طهران تستمر لعشرة أيام، بعدها ستتخطى الحدود المتفق عليها دوليا لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب. وقال بهروز كمالوندى المتحدث باسم الوكالة، خلال مؤتمر صحفى بمنشأة «آراك» للماء الثقيل، إن المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى قد أمر مؤخرا بزيادة الطاقة الإنتاجية من اليورانيوم إلى أربعة أضعاف، فازدادت كمية إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة367%، ومن المقرر أن تتخطى فى غضون10 أيام حجم إنتاج 300 كليو جرام ، الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي. وحول إنتاج الماء الثقيل فى آراك، أوضح كمالوندى أنه من الممكن أن يزداد خلال الأعوام المقبلة، مشيرا إلى أن الأمر كله متعلق بقرارات المسئولين من أجل الانتقال للخطوة الثانية. وشدد على أن إيران لن تنتظر طويلا. فى الوقت ذاته، حذر كمالوندى من أن الظروف أصبحت جيدة جدا للتحرك المتسارع فى الصناعة النووية، مؤكدا:»إننا قادرون على إنتاج الكثير من المعدات بأنفسنا». وفى رد على سؤال حول تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات التفقد والتفتيش لمنشآتها، قال كمالوندي«مادامت إيران ضمن معاهدة حظر الانتشار النووي، فعليها أن تنفذ إجراءات الأمان النووي»، مؤكدا أن بلاده لا تشعر بالقلق من التقرير القادم للوكالة الذرية.
من جانبها، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن أن الحرس الثورى الإيرانى استطاع الالتفاف على العقوبات الأمريكية، وإيجاد مصدر تمويل جديد للبلاد يتمثل فى عمليات التهريب، ومشاريع للبنية التحتية بسورياوالعراق وتوسيع شبكة التهريب. وقالت الصحيفة إن الحرس الثورى يملك شركة مقاولات عملاقة تدعى «خاتم الأنبياء»، وقعت العام الماضى عقودا لبناء مشروعات بنى تحتية وأخرى خاصة بالطاقة فى سورياوالعراق، كمد خطوط أنابيب للبترول والغاز، وتشييد محطات لمعالجة المياه.