ثمانية أعوام هى عمر غياب الحدث الفنى الدولى «بينالى القاهرة»، واليوم عاد مرة أخرى هذا العام فى انتصار لقيمة الإبداع وتأثير القوة الناعمة من أصحاب الفكر والثقافة والفنون على المجتمعات وعلى دمج الثقافات وتذويب الخلافات بين شعوب العالم، يستقبل بينالى القاهرة فى دورته الحالية أكثر من 50 دولة من مختلف قارات العالم، وسط أجواء من الترحاب والاحتفال من خلال برامج ثقافية وزيارات لأهم وأجمل معالم مصر الثرية بمختلف أنواع الجذب التراثى والأثرى والأنسانى ويحتفل البينالى بكافة ألوان ومجالات التشكيل والتى تقرر عرضها على مدار شهر كامل فى ثلاثة مواقع بالقاهرة متميزة بتاريخها، لتحتضن فنون العالم وهي: قصر الفنون، متحف الفن الحديث وقصر عائشة فهمى «مجمع الفنون». وقد وقع الاختيار لعنوان «نحو الشرق» ليصبح تميمة بينالى القاهرة فى نسخته عام 2019م فى إعلان يتضح معه المضمون والتوجه، لاستعادة الأنظار للشرق ومخزونه التراثى والجمالى والثقافى فى إطلالات لا تنتهى من البهاء والإبهار، كما تم الإعلان عن جوائزبينالى هذا العام بعد عرضها على لجان متخصصة ومتنوعة الاتجاهات لضمان الحيادية والشفافية وفى اتجاه يقودنا نحو الإرتقاء بمبادئ الإبتكار والذوق العام وبث معايير تسهم فى النهوض بالمجتمعات لتشمل العديد من دول العالم العربى والغربى على حد سواء، وعن بينالى القاهرة فهو قيمة مضافة لمصر الساعية دائماً على مر العصور لرعاية ودعم جهود الثقافة والإبداع كأهم الجسور الناقلة للحضارات عبر الزمن وإعادة بلورة وصياغة قيم ووجدان شرائح المجتمع على إختلافها، وقد دشن أول إنطلاق لبينالى القاهرة عام 1984، وكان يعقد فى موعده المحدد كل عامين كنهج كافة البناليات العالمية، وتوقف أضطرارياً منذ سنة 2011، ليسترجع مكانته هذا العام وبانتشار حقق صدى وتوسعا شمل مجالات التنوير والفكر والفنون والسياحة وتبادل الرؤية الإبداعية والثقافية والعادات الاجتماعية بين الدول، فى إتاحة أمام مجالات الفن التشكيلى بأن يتقلد أدوارا جادة ومؤثرة فى معترك التحديات الفاصلة من حولنا، تتوج بينالى القاهرة بقيمة حقيقية تجمع شعوب العالم فى بؤرة التقاء واتصال على أرض مصر ومن قلب بلاد الشرق.