المرأة المتسلطة صاحبة شخصية تسعى دائما لفرض سيطرتها على جميع من حولها و لديها الرغبة المستمرة فى التحكم فى جميع الاشخاص والاشياء من حولها مما يسبب لهم ولها مشاكل لا حصر لها. تروى مروة ذات الخمس والعشرين عاما مأساتها مع والدتها المتسلطة فتقول انها عانت منذ طفولتها من تحكم امها وسيطرتها عليها خاصة ان الاب متوفى , وامعانا فى السيطرة اجبرتها على قبول الزواج من رجل لا يناسبها اجتماعيا وثقافيا ولجات فى ذلك الى اتباع كل اساليب الضغط والتحكم وكانت النتيجة انها حملت لقب مطلقة وهى فى ريعان شبابها بل وام لطفلة يبلغ عمرها عامين تقوم بتربيتها بمفردها.. وتعترف ع . ل وهى امراة اربعينية بأنها امراة متسلطة ومتحكمة فى كل افراد اسرتها بداية من الزوج وحتى الاولاد وان هذه ليست طبيعتها فقد نشات ابنة مدللة ورقيقة والسبب الاساسى لما الت اليه يرجع الى شخصية زوجها الضعيفة وعدم قدرته على مواجهة مشاكل الاولاد ومعالجاته الخاطئة فى حلها لدرجة انها لم تعد تشركه فى اى شئ يخصهم وتضيف ان هناك سببا اساسيا لتسلطها ان الزوج بالاضافة لشخصيته الضعيفة فهو ومنذ بداية زواجهما يحب حياته خارج المنزل.. اصدقائه , زملائه فى العمل و اقاربه فى قريته ويولى لكل هؤلاء اهتمامه ووقته وينخرط فى مشاكلهم بشكل مرضى على حساب حقوق زوجته فوجدت نفسها تلعب ادوارا عديدة ليست فى اختصاصاتها كزوجة نتيجة لغيابه فاتخذت من السيطرة ملاذا يسهل عليها القيام بكل هذه الادوار. ويقول الدكتور احمد فخرى استشارى الصحة النفسية بجامعة عين شمس ان الشخصية المتسلطة تتميز دائما بانها شديدة الحزم قاسية المشاعر ومتمركزة داخل ذاتها مما يجعلها شديدة الانانية عباراتها شديدة القوة والشدة بعيدة تماما عن المرونة او التراجع فى القرارات كما انها لا تعترف بفكرة الاسف والاعتذار وشديدة العناد اذا تعلق الامر بتحقيق مآربها الخاصة. والشخصية المتسلطة تربى اجيالا لديهم جفاء فى المشاعر يعانون الاضطرابات النفسية كالسلبية او العناد او التمرد. كما يعانى الزوج كثيرا من زوجته المتسلطة التى تستخدم كل الحيل لاجباره على تنفيذ اوامرها وان يكون لها اليد العليا فى كل شئ سواء فيما يتعلق بالقرارات الاقتصادية او فى الامور الخاصة بالمنزل وشئون الابناء مع محاولتها المستمرة الغاء دور المحيطين بها فاذا كانت شخصية الزوج تتصف بالمرونة يلجا الى ان يترك لها زمام كل الامور. ويؤكد الدكتور احمد فخرى ان الزوج فى هذه الحالة يختلف عن الزوج السلبى الذى يترك كل مقاليد الامور لزوجته منصرفا لعمله واصدقائه فالزوجة فى هذه الحالة يقع عليها عبء شديد مما يجعلها تحاول اللجوء فى بعض الاحيان الى السيطرة والعنف. اما عن كيفية التعامل والعلاج فيكون بترسيخ مبدا الجماعة خير من الفرد فضغط الجماعة المتمثلة فى الزوج والابناء ينبغى ان يتغلب على سيطرة الام ولابد من اعادة تحديد ادوار الزوج والاولاد مع تأكيد على ان يكون للزوجة ادوارا محددة لا تتخطاها وان تحترم مساحة الخصوصية لكل فرد فى الاسرة وبمرور الوقت يمكن تحجيم دورها بالشدة والاصرار لان الشخصية المسيطرة ستلجأ الى بعض الحيل الدفاعية مثل السلوكيات الهيستيرية كالعصبية الشديدة والصوت المرتفع وذلك لاستقطاب من حولها لتنفيذ مطالبها، فالصعوبة الحقيقية تكمن فى انها لا ترى عيوبها ولا تنشد تغييرها لانها تحقق مكاسبها من خلال السيطرة ورضوخ الاخرين لاوامرها واذا لم تجد الاسرة جدوى من كل هذه المحاولات فلابد من اللجوء الى استشارى نفسى للعلاج واعادة الشخصية المضطربة الى توازنها ومن ثم اعادة توازن البناء الاسرى المنشود.