وكيل التعليم بالدقهلية يبحث الاستعدادات لانطلاق انتخابات النواب    أوقاف الدقهلية تنظم 150 قافلة دعوية بمراكز الشباب    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    براتب 7000 جنيه.. العمل تعلن 600 وظيفة جديدة للشباب    نائب وزير الخارجية يدعو المصريين بالخارج للمشاركة بانتخابات النواب    قرارات هامة للعمال المصريين في لبنان    ترقب في الأسواق المصرية قبل اجتماع المركزي.. وخبراء يتوقعون خفض 50 نقطة أساس    البورصة تشارك في جلسة نقاشية حول خطط تطوير السوق وتفعيل الآليات الجديدة    ارتفاع سعر الذهب 15 جنيها اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    البترول: اكتشاف جديد بخليج السويس يضيف 3 آلاف برميل يوميًا    هيئة الرقابة المالية تحدد رسوم فحص طلبات تسوية المنازعات في مجال التأمين    الأمم المتحدة تعتمد القرار السنوي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير    مصر ترحب باعتماد جمعية الأمم المتحدة قرارا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بأغلبية ساحقة    وزارة التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية البحرينية    إندونيسيا: إجلاء أكثر من 900 متسلق عالق بعد ثوران بركان سيميرو    وفاة والدة الدكتور شريف فاروق وزير التموين    كل ما تريد معرفته عن قرعة الملحق العالمي والأوروبي لكأس العالم 2026    طاقم تحكيم مباراة الزمالك وزيسكو يصل القاهرة اليوم    ضباب | نصائح هامة للتعامل مع الشبورة المائية أثناء القيادة    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    ضبط (10) أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    ضبط 138813 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    عرض 6 أفلام قصيرة ضمن البانوراما المصرية بمهرجان القاهرة السينمائي    بعد طلاقها من «عصام صاصا».. جهاد أحمد تحذر المتطاولين    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    تفاعل كبير مع أغنية محمد رمضان Don't Know تضمنت كلمات والده الراحل    صحة الدقهلية تطلق منصة "صوتك صحة" لاستقبال شكاوى المواطنين    وكيل صحة الأقصر يتفقد التطعيمات ورعاية صحة التلاميذ والطلبة بمدارس مدينة الطود.. صور    نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة    بيراميدز: لا صفقات تبادلية مع الزمالك.. ورمضان صبحي يعود نهاية الشهر    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    "الشباب والرياضة" تدشن "تلعب كورة" لاكتشاف 2000 موهبة في دمياط    محمد صبحى يكشف أسباب التوسع الدولى لجامعات مصر وزيادة الطلاب الوافدين    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    «السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز    سقوط أخطر بؤرة إجرامية بمطروح والإسكندرية وضبط مخدرات وأسلحة ب75 مليون جنيه    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    الشعب الجمهوري ينظم مؤتمرا جماهيريا لدعم مرشحي القائمة الوطنية بالشرقية (صور)    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 فى بداية التعاملات    النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء: الحرب النفسية وسيلة الإرهابيين لتحطيم الجبهة الداخلية
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 06 - 2019

* نشر تسجيلات مزيفة عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى
* اللواء هشام الحلبى: ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة
* اللواء محمد الغباشى : عدم الانصياع وراء المعلومات الكاذبة
* الحرب النفسية أداة الإرهابيين لاحتلال العقول هدفها التشكيك فى قدرات الدولة وبث الإحباط بين الجنود




بالتزامن مع أى عمل ارهابى خسيس ،نجد حملة واسعة تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعدد من الفضائيات والمنابر الاعلامية لإيجاد حرب نفسية كبيرة تسير بالتوازى مع العملية الإرهابية التى تتم ، هدفها الأول التشكيك فى قدرات الدولة بالكامل بشكل عام و القوات المسلحة وتسليحها و تمركزها بشكل خاص وأيضا بث الإحباط لدى الجنود و إفقاد الثقة بين الشعب والقوات المسلحة والشرطة .
وفى غالبية الاحيان تتم الاستعانة ،فى أثناء وقوع العملية الارهابية، بتسجيلات صوتية وفيديوهات مزيفة منسوبة لاحد الضباط أو الجنود فى ظاهرها الرحمة والوطنية و لكن فى باطنها العذاب و بداخلها سموم تشكك فى كل شيء ،وتستهدف إظهار القوات المسلحة بصورة كاذبة توحى بتراخى عمل القوات المسلحة فى مهمتها الدفاعية.
وقد تكرر هذا الأمر مرات كثيرة، وكان أبرزها نشر تسجيلات صوتية للعقيد الشهيد احمد المنسى قبل استشهاده وآخر مثل هذه التسجيلات نشرت فى العملية الإرهابية الأخيرة التى استهدفت أحد الارتكازات الامنية فى شمال سيناء .
اللواء هشام الحلبي - اللواء محمد الغباشي
و للأسف الشديد، يعتاد عدد كببر من رواد مواقع التواصل من جانب المواطنين الذين لايعلمون مصدر هذه التسجيلات على إعادة نشر مثل تلك الأكاذيب دون الانتظار لبيان رسمى من المختصين والقائمين على الامر يوضح ما حدث، ودون تحرى الدقة نجد الانصياع وراء مثل هذه الاخبار.
ولا أحد ينكر الجهود القوية التى تقوم بها القوات المسلحة فى مجابهة الارهاب ولا ينكر أحد النجاحات الكبيرة التى حققتها فى حربها مع قوى الشر، الأمر الذى يتطلب مزيداً من الإجراءات الحازمة من اجل إحكام السيطرة والرقابة على مواقع التواصل الاجتماعى وتقنين عمل هذه النوافذ الإلكترونية التى من شأنها أن تصب فى مصلحة الاعمال الاجرامية للجماعات الإرهابية والتى لا شك فى أنها تؤثر بالسلب على الأمن القومى المصري. فمن الضرورى وضع آليات وسن تشريعات وقوانين تجرم وتعاقب بأقصى عقوبة مشددة كل فرد لايتحرى الدقة ويقوم بنشر أكاذيب وسموم تستهدف التأثير على الروح المعنوية للقوات المسلحة وشعبها فى حربهم ضد الارهاب.
ومن هنا ايضا ،لايمكن إغفال الدورالجسيم والمحورى للاعلام العسكرى والقائمين عليه فى التصدى لمثل هذه العمليات الاجرامية من خلال توضيح الحقائق والبيانات الرسمية من قبل إدارة الشئون المعنوية و المتحدث العسكرى و من قبل الخبراء المختصين فى كيفية تناول الحدث وتحليله وتوضيحه بشكل علمى ومدروس فى إطار عملية التوعية الصحيحة لإفشال مثل هذه المخططات والافكار المغلوطة التى تبثها الجماعات التكفيرية .
كما يجب أن يتحلى المواطن المصرى بالوعى الكافى ومسئوليته الوطنية وألا ينساق وراء مثل هذه المعلومات المغلوطة وينتظر الخبر الدقيق من مصادره الرسمية حتى لايندفع وراء مشاعر زائفة صدرها له الارهابى ويشارك بجهل وعن غير عمد ويحقق الهدف الذى ينشده المخطط لمثل هذه العمليات.
ومن جانبه أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن هناك فارقا كبيرا بين مصطلحى العمليات النفسية والحرب النفسية, مشيرا الى أن العمليات النفسية هى اداة رئيسية من حروب الجيل الرابع ، وكثيرا ما يتم الخلط من بين المصطلحين .
وقال الحلبى: إن الحرب النفسية توجه للعسكريين وقت الحرب فى ميدان المعركة أما العمليات النفسية فتستهدف المدنيين والعسكريين فى وقت السلم والحرب , كما أن العمليات النفسية أشد خطورة وضراوة وفتكا لانها توجه الى شرائح مختلفة من المجتمعات التى لا تدرك انها تتعرض لمثل هذه الحروب لانها لم تدرسها من الاساس موضحا أن الدراسة العلمية والفهم الصحيح لمثل هذه الحروب هو الاساس فى مواجهتها .
وتساءل الحلبى: لماذا نسمع عن العمليات النفسية الموجهة لمصر والمنطقة فى هذا الوقت ؟ أجاب قائلا: إن أعظم انتصار للعدو هو إرغام الدولة المستهدفة على التخلى عن مشروعاتها وخططها الحالية والمستقبلية دون ان يتحمل العدو اى خسائر بشرية أو مادية لأن الحرب دائما يحدث فيها خسائر مهما يكن حجم الانتصار,مشيرا الى انه فى الماضى كان من الصعب تطبيق مثل هذه العمليات على عكس الآن ، فى ظل التطور التكنولوجى وامكان الوصول للمجتمع بكامل شرائحه عن طريق وسائل كثيرة منها الفضائيات والانترنت .فالوصول للمجتمع اصبح سهلا, بفضل التكنولوجيا والهواتف الخلوية مع ثمن استقبال الخدمة الزهيد وبالتالى الوصول لشرائح كبيرة من المواطنين وبالتالى اصبح الهدف المخاطب عددا كبيرا من المواطنين وهذه ميزة لمخططى العمليات النفسية .
واضاف الحلبى أن العمليات النفسية اصبحت جزءا مهما جدا من الحروب التى توجه للمنطقة حيث تعرضت المنطقة على اختلاف دولها لموجة استعمارية قديمة .وكان الأساس فى المواجهة الصلابة وقدرة تحمل شعوب المنطقة للمحن الجسيمة للاستعمار، ومصر مثال قوى جدا على التحمل
وبالتالى أصبح العدو يواجه مباشرة شرائح المجتمع المدنى لان هذه الشرائح هى الاساس الذى تخرج منه القوات المسلحة فيكون الاستهداف بطريق مباشر عن طريق ضرب المجتمع المدنى وضرب القوات المسلحة التى تأتى من القطاع المدنى فى الدولة بطريق غير مباشر .
أمثلة لأهداف العمليات النفسية
وتابع الحلبى أن العمليات النفسية موجهة لتحطيم الجبهة الداخلية للدولة وإيجاد التناقضات بين فئاتها ومن امثلتها وليس على سبيل الحصر, بث الشك واليأس فى القدرة والتصدى لأى مشكلة وتشكيك المدنيين فى قيادتهم و إذكاء روح المعارضة غير الفعالة والتجمعات المناهضة ومحاولة تحطيم تحالفات الدولة فى دوائر الامن القومى المختلفة.
الأهداف الاجتماعية
ومن أمثلة الاهداف الاجتماعية للعمليات النفسية , التشكيك فى المبادئ واثارة الفتن والتشكيك فى عدالة القضايا الوطنية وتوجيه الرأى العام لاتجاهات خاطئة.
الأهداف الاقتصادية
ومن أمثلة الاهداف الاقتصادية, التشكيك فى قدرة الدولة على التغلب على المشكلات الاقتصادية والمشروعات القومية والتقليل من اهميتها مثل التشكيك الذى كان حول مشروع قناة السويس وتكلفته الباهظة وعدم جدواه .
وأشار الحلبى إلى أنه يظهر من اهداف العمليات النفسية أنها موجهة بشكل اساسى لشرائح المجتمع المدنى لتحقيق اهداف سياسية واقتصادية واجتماعية لمصلحة العدو، وقد تعرضت مصر ودول المنطقة لمثل هذه العمليات ونجحت المخططات فى دول معينة جعلت مواطنيها يتركون بلادهم فترك ما يقرب من 5 ملايين نسمة بلادهم ليتشتتوا فى دول الجوار ومناطق من اوروبا رغم ان اجدادهم وقفوا بصلابة ضمن دول المنطقة فى وجه الاستعمار ولم يتركوا بلادهم واستمروا فى مواجهة المستعمر.فبالتالى عندما نجد أن عددا كبيرا من سكان دولة ما تركوا بلادهم مثل الحالة السالفة الذكر فاعلم أن ثمة عملية نفسية محترفة اقنعتهم بأن حاضرهم سيئ ومستقبلهم مظلم والحل هو ترك الارض وذلك على عكس ثقافة المنطقة .
الشائعات أبرز أدوات العمليات النفسية
وقال الحلبى :إن من أمثلة أدوات العمليات النفسية وأبرزها تأتى الشائعات التى تعد من اخطر اساليب العمليات النفسية لانها تؤثر مباشرة على الهدف المخاطب وعواطفه واتجاهاته. فقد ذكر الرئيس السيسى أن مصر قد تعرضت الى 21 الف شائعة فى 3 اشهر، ويعنى ذلك أن هناك عدة أجهزة مخابرات تبثها وليس جهة واحدة هى التى تبث الشائعات ،موضحا أنه ليس الغرض من الشائعات تشكيك المجتمع فحسب وانما احد اهدافه جعل المسئولين مشغولين باستمرار فى الرد على الشائعات ، مضيفا ان الحكومة المصرية تعاملت مع الأزمة باحتراف شديد فى الصد والرد على مثل هذه الشائعات بافتتاح مشروعات قومية عملاقة وتشغيلها على الفور مثل مشروعات الانفاق وكوبرى تحيا مصر بالإضافة إلى مركز معلومات مجلس الوزراء الذى تصدى لعدد كبير من الشائعات
هل يمكن التنبؤ بالشائعات ؟
ويتساءل الحلبى هل يمكن التنبؤ بالشائعات ؟ قال إن الاجابة عن هذا التساؤل تكمن فى حل هذه المعادلة الاتية وهي:شدة الشائعة = درجة اهتمام الناس بها X درجة غموضها.
شدة الشائعة تساوى حاصل ضرب درجة اهتمام الناس فى درجة غموضها، بمعنى انه كلما كان موضوع الشائعة مسار اهتمام الناس مثل ارتفاع اسعار او ازمة امتحانات وصاحب ذلك درجة عالية من الغموض كانت الشائعة اشد قوة . واضاف الحلبى انه يمكن توقع اهتمامات الناس وإزالة الغموض بالتوضيح فتبقى درجة الغموض صفرا وبالتالى تصبح المعادلة صفرا .
محاولة التكرار المستمرة لمصطلحات خاطئة أو اخبار مغلوطة
ومن ضمن امثلة اساليب العمليات النفسية أيضا يأتى أحد الأساليب الأخرى وهو محاولة تكرار لموضوعات ملتبسة والمزج بين مفهوم صحيح وغيرصحيح وتكراره المستمر يجعل شريحة من الرأى العام تظن أن كل الرأى العام يتبنى هذا الموضوع. وقد ساعد استخدام التكنولوجيا على سرعة الانتشار .
اساليب التخويف
وأشار الحلبى إلى إن الإنسان غالبا يخشى من المستقبل، والعمليات النفسية تعمل على التخويف من المستقبل ومن الوضع الاقتصادى، و من اساليب التخويف ان المستقبل غير مبشر،فهو يأتى من ضمن اساليب العمليات النفسية .والمثال على ذلك قبل دخول «داعش» إلى منطقة الشام استسلم اهلها وتركوا بلادهم .والمثال الاخر استهداف مسجد الروضة بسيناء و قتل اكتر من 300 أعزل فى عملية ارهابية.وكان الهدف النفسى إحداث صدمة داخل المجتمع المصرى ينتج عنها خوف شديد وجعل السكان يتركون المنطقة، وهذا لم يحدث رغم الفاجعة وجسامة الحدث لأن الشعب المصرى متفرد فى تخطى المحن الجسيمة.

التشكيك والتهكم والسخرية
ولفت الحلبى إلى أن اساليب التقارب واظهار الصداقة هو أن ما اقوله لمصلحة المواطنين وهو اسلوب جاذب وبالتالى تزيد نسب المشاهدة للفضائيات والمتابعة على مواقع الانترنت ثم يتبع ذلك دس الاخبار المغلوطة ونشر الشائعات ،وايضا اسلوب التشكيك و محاولات زرع عدم الثقة فى الحكومة وقدرتها على تخطى المشكلات والاهداف القومية للدولة واسلوب التهكم والاستهزاء بالسخرية من شخصيات بعينها او مشروعات بعينها .فقد مرت مصر بأحداث جسيمة على مر تاريخها وجاءت شخصيات وتولت المسئولية وتخطت المحن الجسيمة من بينهم الزعماء جمال عبد الناصر ومصطفى كامل وأحمد عرابى وتستهدف العمليات النفسية ضرب رأس الحدث بدلا من الحدث نفسه ، بالسخرية من الشخصية نفسها.
عمليات غسل المخ
أما عمليات غسل المخ فهى توجيه السلوك الانسانى فى اتجاهات معينة وإخضاعه للسيطرة واقناعه بفعل الاشياء اللاعقلانية،مثل :استخدام المفاهيم المغلوطة للدين- لتنفيذ العمليات الانتحارية- بزعم أنها ستجعل الإرهابى يذهب للجنة ،وان هذا هو طريق رضا الله.واضاف الحلبى اننا نواجه اساليب كثيرة للعمليات النفسية وما تم ذكره على سبيل المثال وليس الحصر فى محاولة لتقريب المفهوم للقارئ وأشار إلى أن تأثير العمليات النفسية على الساحة المصرية -فى الواقع أثبت تنامى وعى الشعب المصرى بشكل كبير واصبح لديه قدرة عالية على فرز ما يقال بصورة صحيحة الا ان العمليات النفسية لن تنتهى ، وان المخططين يبتكرون اساليب وادوات جديدة وان الخطر مازال مستمرا لذلك يلزم استمرار الوعى وفك الالتباس والمفاهيم المغلوطة بصورة سريعة ذلك هو الضمان الاكيد لاستمرار التنامى الايجابى لوعى الشعب المصرى الذى تغلب على جميع التهديدات التى واجهته على مر العصور .
ومن جهته، قال اللواء محمد الغباشى الخبير الاستراتيجى وأمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية:إن الدولة المصرية تعرضت لهجمة إلكترونية شرسة بداية من عام 2010 عندما بدأ محاولة هدم جهاز الشرطة المصرية باستغلال حادث الشاب خالد سعيد ،وبعد ثورة 30 يونيو اشتدت الحملة الإلكترونية ضد الجيش المصرى باعتباره هو الحامى للشعب ومؤسسات الدولة والمحاولات المستمرة لجره للدخول فى الصراع، وسعت هذه الحملة إلى التشكيك فى القيادة السياسية والهدف الأول والأخير إيقاف مسيرة الاصلاح والتنمية للدولة المصرية.
وأضاف الغباشى أن أخطر ما يهدّد الأمن القومى المصرى فى المرحلة الراهنة هى حروب الجيل الرابع التى تستهدف الاحتلال الفكرى لعقول شباب ، وبعد حرب 1973 قرر الأعداء ( مراكز الابحاث ) عدم قتال الجيش المصرى وجها لوجه مرة أخرى واستخدام الحرب القذرة الخبيثة ضد الدولة المصرية التى تهدف لبث الشائعات ومحاولة إحداث الفتن ونشر حالة من التشكيك والإحباط باستخدام السوشيال ميديا ووسائل الإعلام، وهذه الحروب لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية فحسب، وإنما تعمل على نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلى.
وكشف اللواء الغباشى أن الحرب النفسية تستخدم فيها الوسائل الدعائية والنفسية للتأثير فى الروح المعنوية للمستهدَف واتجاهاته ودوافعه وميوله سواءً أكان فردًا أو جماعات أو مجتمعات بأسرها وإيجاد حالة من الارتباك والفوضى والانشقاق والتذمر بين صفوفهم وتشكيل صور جديدة مغايرة للواقع والحقيقة.
وأشار إلى أن العناصر الارهابية تستخدم الحرب النفسية ضد مصر ولاحظنا ذلك مع كل عملية ارهابية يتم تداول معلومات وصور مغلوطة لمحاولة اظهار الدولة بموقف ضعيف وتهدف للبلبلة وتضليل الرأى العام بصور وفيديوهات غير حقيقية مفبركة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى لبث السموم لتؤثر على اعصاب المواطنين ومعنوياتهم واستخدام مخطط مدروس لبث الدعاية الكاذبة والإشاعات بنشر خبر او قصة بها جزء من الحقيقة وتغليفها بالكذب والخداع للإضرار بامن المجتمع وسلامة المواطنين والإيقاع بين الجيش والشرطة مع الشعب لفقدان الثقة وخلال ( العملية الشاملة سيناء 2018) تم اكتشاف العديد من المراكز الاعلامية وأجهزة تصوير ومعدات فنية عالية الجودة لبث الصور ونشر الاخبار المفبركة بواسطة اجهزة كمبيوتر حديثة متخصصة وبرامج لتعديل الصور والفيديوهات لنشر الاكاذيب . فعند حادث ذبح 21 مصريا بليبيا وتصويره عدة مرات كأحدث الافلام العالمية فى هوليوود لنشر الرعب والصدمة التى عالجتها قواتنا الباسلة بالثأر فى الليلة نفسها وتصفية الإرهابيين والقبض على الباقين منهم، ليسترد المصريون انفاسهم فى ليلة كئيبة محزنة وايضا العثور على اسلحة مثبتة عليها كاميرات تصوير لتسجيل عمليات القنص والغدر ضد ابطالنا مما يؤكد اعتماد العناصر الارهابية على الدعاية واشاعة الرعب وايضا تصوير حادث سقوط منطاد الاقصر ونشره لحظة الحادث ما يشير لتورطهم . ونؤكد ان الكثير من صفحات التواصل الاجتماعى المشبوهة والمضللة تقوم بها كتائب الكترونية مدربة على الكذب والخداع وهى ممولة وتوجد داخليا والاكثرية خارجياً.
وتقع مسئولية مقاومة الحرب النفسية على كل فرد من أفراد المجتمع من خلال عدم ترديد ونشر الأخبار والمعلومات المغلوطة والمفبركة عن الظروف العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للوطن لعدم استغلالها وتفنيد الإشاعات المسموعة بالاستناد إلى الحجج والبراهين المنطقية والعمل على تنمية الشعور بالثقة بالنفس، وأشاد الغباشى بالدور والمجهود المتميز الذى تقوم به الشئون المعنوية بالقوات المسلحة للتوعية وإظهار وتوضيح الحقائق ببيانات من المتحدث العسكرى ليطلع جميع ابناء الوطن على الاحداث وحقيقة كل مرحلة تقوم بها وإحدات انفاذ القانون حتى لا يتم التأثير على المواطنين باخبار مغلوطة تبث على مدى الساعة من السوشيال ميديا أو القنوات المضللة فى تركيا وقطر بالإضافة الى الندوات التثقيفية التى يحضرها قادة القوات المسلحة وعدد من كبار شخصيات الدولة والاعلام ويشرفها الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة لعرض البيانات وآخر المستجدات وتوضيح وشرح آخر الاحداث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.