أكد المستشار هشام بدوي، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أن الفساد فى إفريقيا رغم ما تبذله دول القارة السمراء من جهود كبيرة ما زال يشكل تحديا قويا وهائلا أمام تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2063 كذلك يحد من فرص التقدم والنمو الاقتصادى فى العديد من دول القارة السمراء. وأوضح بدوي، خلال الجلسة الثالثة للمنتدى الإفريقى لمكافحة الفساد بشرم الشيخ تحت عنوان «آليات مكافحة الفساد على المستوى القاري»، أن تحديد أسباب الفساد والوقوف عليه فى إفريقيا يساعد فى صياغة إستراتيجيات وطنية ناجحة تراعى خصوصية الدول الإفريقية وتجعلنا نحاصر تلك الظاهرة ونقضى عليها. كما طالب بضرورة مشاركة المؤسسات التعليمية بالدول الإفريقية ببرامج خاصة لمكافحة الفساد إلى جانب إقرار تشريعات وقائية ضد الفساد، وضرورة تمتع الهيئات الوطنية لمكافحة الفساد فى الدول الإفريقية بالاستقلالية التامة الذى يدعم قدرتها على مواجهة الفساد بالقارة. وقال رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات إنه يتعين أن نعمل سويا على فتح آفاق واسعة للتعاون بين الأجهزة الرقابية والحوار بينها لرفع كفاءة نظم المراجعة الرقابية والمالية وأن نستخدم أفضل المعايير والممارسات الدولية فى إدارة المال العام فى مختلف دول القارة. وأكد أن علينا التوسع فى آلية مراجعة النظراء تحت مظلة الاتحاد الإفريقى وتعزيز أعمالها على مستوى الأهداف بحيث تشمل الأجهزة والهيئات المعنية بإجراءات مكافحة الفساد فى مختلف الدول الأعضاء لدعم الأدوار الرقابية وتبادل الخبرات بشكل كبير، ورصد وتقييم التقدم الذى يتم على صعيد الالتزام بمبادئ الشفافية والحوكمة والمساءلة. ونبه بدوى على ضرورة أن ننتهج سياسة جنائية موحدة لحماية المجتمعات الإفريقية من الفساد، وأن نسرع فى اعتماد ما يجب إقراره من تشريعات وإجراءات وقائية مناسبة، والتعاون القضائى الدولى لمنع ومكافحة الفساد. وأوضح أنه يجب التأكيد على استقلالية الهيئات الوطنية المكلفة بمكافحة الفساد ومنحها الإمكانات التى تمكنها من تنفيذ استراتيجيات المواجهة ضد الفساد، وكذلك دعوة المؤسسات التعليمية بالقارة السمراء لصياغة برامج تعليمية لتنمية الوعى لدى شعوب إفريقيا تجاه الفساد وسبل مكافحته وتكريس قيم المساءلة ومفاهيم النزاهة.